في ذلك العالم …. وفي تلك المدينة بالذات …. تقبع نفس حطمتها الأيام … تجلس وحيدة على كرسي خشبي بني مكسّر…. روح دمرتها أصابع قدر وردية ملطخة بسواد نجوم شتاء خفية …. تنظر وحيدة من نافذة المدينة الأرجوانية المزركشة بدماء أحلام مستوردة …. غيوم ثلجية تقرع أبواب ليل مظلم…. وشمس مشرقة مختبئة تنتظر عند قارعة الطريق… تنتظر دورها في طابور ملئ بنجوم منطفئة ملونة بغبار كوابيس ليل جهنمي مزين ببضع عفاريت ترقص هنا وهناك ….أمطار محملة بغبار الماضي تهطل على تلك الروح الملقاة على شواطئ قدر منسي…. حروف تتبعثر هنا وهناك وفي كل زاوية مكهربة بأشجار سرو حالمة… أحلام وأمال تمزق في وسط محيط هادئ نائم ….وحوش الليل باتت في طريقها … تركض ببطء مثقل بعدد جرائمها … تركض لتمزق بأظافرها الجاهلية أشلاء أجساد بعمر الوردة… ولتمتص بروحها البرزخية أرواح ملونة أبدية … بات القمر بعيدا الآن … يبكي على أطلال محبوبته الضائعة… ينظم قصائد ذهبية …. أمواج البحر تصرخ بصمت غريب … والسماء تصفق لمسرحية القدر… فتلقي على مسرح الحياة أزاهير أقحوان مطلية بذهب الحياة السرمدية … ثم تبدأ أقدار الحياة بالعزف على طبول النسيان … تعزف لحنا يدمي قلوب إنسانية ضائعة … لحن الموت … لحن الاشتياق .. لحن وداع تلك الروح …نعم … إنها معزوفة الوداع الأخير ..

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
والسماء تصفق لمسرحية القدر… فتلقي على مسرح الحياة أزاهير أقحوان مطلية بذهب الحياة السرمدية …
رائعه 🙂
كل الشكر لك ^_^ ^_^