إلى عمان الشابّة، إلى شوارعها و أرصفتها، من دوارٍ إلى تحويلةٍ، وإلى كل إشارة مرور، أستقرأ الوضع الرماديّ في عدستي و أزفه على مسامعكم لعلّ بعض كلامته امتصتها عقولكم فغيّرت الأفكار فصدقها العمل، و ترجمت إلى سلوك ثم ترعرع إلى عادة.
في خضم هذه الأمواج من السيّارات والشاحانات نريد أن نحمي عماننا من الشيخوخة، كم أود أن أرمم كل تلك التجاعيد التي تعلو سماءها، عمان لا تزال في شبابها ولكنّ بعض سائقيها يحترفون قتل حيويتها، ويبرعون في جعل حزنها أكواماً تليه أكوام، الموضوع و ما فيه أنّه في كل الأوقات يكون العلاج ممكناً من ظاهرة التهور إلا في ساعة ما قبل الإفطار، حيث يحمل كل سائقٍ كفنه وكفن كل السائقين من حوله و يهرع، وكأن جميع السيّارات قد شاركت في سباقٍ دمويّ يهشمون بعضهم بعضاً لئلا تطير موائدهم وحجتهم الواهنة ‘بدنا نلحق’، و حسبون أنّ موائدهم تضمحل إن تأخروا عن ميعادها هنيهات قليلة.
آه… ما أصعب قتل الشباب! وكم هي مؤلمة نمنمات المصابين! وكم هي كبيرة و عظيمة دعوات أهليهم و ذويهم ! فقد اعتزلت كل العزايم والولائم الرمضانية التي تتأجج بالمناسف كي أتجنب سائقي ما قبل الإفطار، فدواء من هم مثلي أن يقتلوا شهوتهم في تذوق منسف كل عمٍ و خال، أمّا عمان فلا تقتلوها بتهوركم، ولا تطعنوها بسرعتكم، فقط أسعفوها بالتأني حيث أول مستفيد قطعاً بل حتماً هو أنت، و على غرار ذلك فليعلم كل واحدٍ منّا أول نعشٍ سيحمله هو نعشه، فأنعش ضميرك تجز ديمومة شباب عمانّك و عماننا جميعاً.
فأنعش ضميرك تجز ديمومة شباب عمانّك و عماننا جميعاً.
(y)
نصحية بحروف من ذهب …..ابدعتي