ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عن أقزامٍ تعبث برأسي

لا أعرف كل شيء مهيء ألا تكون فيه و تتخلى عنه تماماً, كل شيء يترك لك صدى في مكان أن القادم سيكون أشد لا محالة, كل اشارات السماء تخبرك أنها لا تكترث بأمر أرضك المجدبة, طالما تجرعنا الملح, من قال أن جرعتين سكر على مدى عمر بأكلمه قادرة ان تنسيك كيف كنت تشتم الملح حتى ألفته ؟
صدقني أنا لستُ أدري إلى أين أمضي, غير أني أدرك جيداً الزاوية التي أتخذها لذاتي بعيداً جداً حد أن مالديّ وقت ألتقي فيه مع نفسي حتى!

الأقزام الصغيرة التي تعبث برأسي البارحة, تسللت للنوم في ذات الليلة لم يخرجها إلا يقظتي على صوتي و أنا أصرخ, تعبت كثيراً, تعبت و الحديث يؤلمني و تجاهلي لذاتي سخيف و الصمت يقتل نومي و سيهلكني, لن انجو بعد ليلتين!

كل هذا و أغني اليوم مقطع صنعته لعمري القادم
” اجعل في صدري متسع للياسمين ”
اجعل في صدري متسع للحياة و قليلاً من الأحاديث حتى أتوقف عن الإستيقاظ على صدى صوتي يهرب للخارج, قبور هي الصدور يا صديقي إذ ما استقرت على حال!

فما بالك إن استقر على الجدب؟
لا تؤلمني نفسي, يؤلمني خوفي عليها.
يؤلمني أن أفكر البارحة : أليس الحياة ستكون أسهل إن كنت صبي!

لأني فكرت, هلكت, في حين كنت أعاهد ذاتي أني سأبقى خالية و أقتل الأقزام هذه الليلة !
سأحاول أن أغني مع فيروز, سأصنع قهوتي و أنتظر الصباح و أرتمي في كتاب و أمضي فيه ولا اتوقف حتى ينتهي غضب الحياة علينا.

منهكة يا صديقي منهكة, و عندما ألتقيك لن نجد إلا متسع للبكاء
ماعدت قادرة على الكذب و السماء متهجمة و أنا أكثر منها!

أحدثني اليوم: أين الله؟
لا أجد متسع حتى للإجابة حتى أن أنتقل لملكوت آخر و أسئلة كثيرة تطارد و أقزام تهبط عليّ و لا تكتفي من القفز و العبث بي.

أحياناً يكون بودك لو تلتئم الحياة و تنغلق عليك كما تفعل مع حرج و كسر
تختفي و تُبتلع لحيث لا تدري,
و يسألونك عنك فتجيب: لستُ أدري و تمضي

ملعون هذا السلام لا تسألني عنه, يعرفنا ما يألفنا!

 

عن حنين أبو ديّة

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: