ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

و يخيل لك

و يخيل لك أنك تحيا الحياة التي أردتها و أملتها دوما ..سعيدة .. كاملة .. حتى يظهر لك ذاك الشخص الذي يجعلك في يقين أن ما عشته ما كان إلا ذرة من حياتك الحقيقية .. الحياة الحقيقية تلك التي تؤول إليه .. لم تكن لك حياة دونه .. و عمرك الحقيقي ابتدء مذ رأيته و عرفته للمرة الأولى .. و للثانية تلك التي لمحت فيها عيناه ..
و دوما ما تكون البدايات هي الأصعب .. و عليها تتوقف الحياة التي تلي الحياة ..
و دوما ما تنظر الفتاة للرجال على أنهم نسخة واحدة إلا رجل واحد في نظرها لن يتكرر و لن يكون له مثيل .. أبي .. دوما كان بنظري ذاك الررجل المثالي الذي لن أرى مثله في التاريخ .. ثم كنت انت ..
و لا أعلم أي جلبة من جلبات القدر  تلك التي ساقتك إلي .. و لاأدري ما الحياة التي صنعتها في الحياة مذ أتيت ..
لكنني على يقين أنك إن فتحت عينيك لوجدتها معقدة حد الخوف منها ! .. و جميلة حد الجري وراءها .. و إن كانت تلك الحياة فيها أنت  فيا جميل خوفها و مرها الحلو ..
أصبحت أنت هديتي الكبرى ! و نعمتي الأبهى ! و ماذا يساوي الكلام أمام الخسارات الكبرى التي لا تعوض ! … و دائما كنت مثاليا حد اللا تعويض .. لا عوض لك .. و لا بديل عنك .. و لا مثيل كمثلك ..

أتعلم .. ؟
شيء ما فيك كان يناديني دوما .. كل يوم .. و يهمس في أذني و يذكرني أنك معي دوما و ستبقى .. و نفخت فيي من روحك فبتّ تسكنني و أعمق ! .. و هي التفاصيل  مرهقة معقدة إذا ما أحسنا نسج خيوطها .. و التفاصيل في حضرتك كانت دوما تؤول للفرح .. و دوما ما كنت أؤول لحمرة تعتري وجنتي حينا كلما داعبت التفاصيل بحلو كلامك ! ..
كنت تقدس الأشياء الصغيرة .. التي لا يفهمها إلانا .. و كنت في خوف دائم .. أخاف أن أخسرك أو أخسر كل لحظة معك .. إذ كانت تلك اللحظة التي لا يعرف قيمتها أحد عندي بالكون كله .. و بعمرين فوق العمر .. فانت وحدك من جعلني أدمن الفرح .. فهل سيكون من الضروري أن تغيب عني و أن أفارقك لأشعر بقيمتك و غلاوتك عندي تلك التي لا تقدر بثمن .. و لا تقاس بميزان و لا قدرة لي على وصفها .. مع العلم أني أقدرها أعظم تقدير إذا ما صحوت على غير صوتك و على غير صباحاتك العبيطة التي ترغمني فيها على الضحك عنوة ! ..
و ما لزوم البشر ؟ و ما لزوم الشمس و القمر و البحر و كنت أنت كوني كله ! و عوضتني عن ذاك كله فتراني أرى عالما كاملا في لمعة عينيك ..
و الأمر الوحيد الذي لا قدرة لي على تفسيره حتى الآن رغم معرفتي العميقة بك .. هي كيف أني لا أملك و لا أمل حديثك ! و لا شبع لي منك ! في عطش دايم إليك يا أنا ! .. و لا أدري كيف الحديث يتسرب مني في حضرتك فلا سيطرة لي على الوقت ! يهرب مني سريعا سريعا إذا ما اجتمعت بك ..
كنت و ما زلت و ستظل الوحيد الذي تفهمني .. تقلباتي و مزاجيتي و عنفواني و غضبي و تذمري و احتياجاتي .. دوما كنت بالقرب و إن لم أطلب منك ذلك .. و برعت ذلك ..
و الآن .. لي قدرة لي على تمضية يوم دونك .. فقد سرقتني و سلبتني و أكثر .. و كل ذابك برضا أو يزيد ! .. فلتسلبني و لكن … لا تبتعد ..

 

memoria (20)

عن فرح اللوزي

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: