ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

يآ مَنْ أرآكِ فِي كل آلوُجوه وَ لآ أرآكِ !!

دخلتْ رزآن آلقآعة آلتي تُعْقَدُ آلمحاضرة فيهآ وَ أخَذَتْ تبحث عن طاولةٍ تأويهآ ..

عَلَى آلطآولة التي جلسَتْ عليهآ أمسْ رأتْ فتآة .. “هي نفسها التي جلستْ معي أمس ؛ لآ بأس .. بدتْ لطيفة ” … قآلتهآ باطِنِيَّاً و هي تضعُ حقيبتهآ على آلطآولة و تٌلْقِي آلسَّلآم .

لَمْ تُبْدِ آلجآلسة أي آنزعآج من جلوس رزآن على آلطآولة معهآ ،، بل رحَّبَتْ بهآ =) !

~~ منذُ أن غآدرتْ تيمآء ، صديقة رزآن الأقرب ، أصبحتْ رزآن قآرِئةً شَرِهة ! ، تستبدل آلحرف بآلجرح ، و تُهِدهِد للذكريآت بآللحن آلمسموع، وَ ترضي صديقتها تيمآء بدعآء بعد كلِّ صلآة <3 !
هيَ لآ تزآل على آلعهد ، وتيمآء ؟! … تيمآء غآدرتْ !! ~~

شيءٌ مآ دفع رزآن لأن تصطحب روآيتهآ الجديدة معهآ إلى آلمحاضرة لِوَقت آلآسترآحة ، وَ شيٌْ آخر لفتَ نظر آلغريبة آلجآلسة إليهآ ، فآفتتحتْ آلحديثَ قآئلةً :
– قرأتيهآ ؟ – آليوم إن شآ آلله .
و بدأتآ بآلحديث عن آلحرف و آلكلمة و آلشاعر و آلكآتب ثم قآلت رزآن للغريبة :
– مآ آسمك ؟
– تيمآء ، أنتِ ؟
سقط آلقلم من يدِ رزآن و قآومتْ إغماءةً هآجمتهآ ، فتحت عينيهآ و أغلقتهما مُشِيحةٌ بوجههآ مرّآتٍ عديدة ، تسآرعَتْ دقّآت قلبهآ و رَهَفَ سمعها و غآصتْ في بحور الذكريآت غَوْصَآً عميقاً و غرِقتْ إلى أن سمعتْ آلسؤآل مرَّة أخرى :
– و أنتِ ؟
– أنا رزآن .. رزان عمآد .

في آلسَّآعة آلتي تبقَّتْ من آلمحاضرة ،، تمكَّنتْ رزآن من سِقآية الذكرى للمرّة آلألْف ، هيَ لم تكن ملحِّة و لآ عديمة النفع لدرجة تسمح لأي شخصٍ بآلآستغنآء عنهآ بسهولة ، لكن تيمآء الصديقة فعلتْ ، و رمَتْ بقنبلة آلفرآق بلآ إنذآر و لآ تحذير سآبقَين فهدَمَتْ صدآقة سنة و نصف غيَّرت من رزآن وَ بنَتْ فرآق أبدي غيَّر من رزآن ما غيَّر أيضاً ..

بعدهآ أخرجتْ تيمآء – الغريبة الشخصية و آلعريقة آلآسم في قلب رزآن – علبة حلوَى كانتْ قد جهّزَتهآ آحتفآلآ بوِلآدة أختها ، فتحتهآ بأنوثةٍ خآلصة وَ مدَّتْ بهآ إلى رزآن و قآلت مبتسمة :
– تْفَضَّلِي .. إنتِ أوَّلْ وَحْدِة .

شكرتهآ رزآن بلطف ،،
وَ أدرَكَتْ بعد حينٍ .. أن تيمآء آلصَّديقة سَتُرَى بكلِّ آلوجوه و سَتُسْمَعُ بكلِّ آلأصوآتِ و ستُنَآدَى بكلِّ الأسمآء .. لكنهآ لنْ تعود ..

لكنهآ لنْ تعود ،!

 

عن رهف عكور

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كَبُرَت شَجَرَةُ الزَيتونِ

يَركُضُ بخطواتٍ متعَثّرة .. الكثيرُ من الخوفِ يَعُجّ بدمائهِ ، يَلفّهُ طَيفُ الأيامِ فيزيدُ الظلمةَ …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

دقّات ساعة

هُناك وَجدّتُ قطعةً باتت تُوضح معالم الصورة التي أُركّبها مع الزمن.. هدوءٌ ودقّات ساعة! كَليْلةٍ …

تعليق واحد

  1. =) جميلة !

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: