ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

إستسلام

إستسلام

 

 

 

وهكذا إعتدت الإستسلام سَريعاً والإعتذار عن موقف ما لم يحدث بالضرورة – قد تقولون أنه ضَعْف – لكن هذا سِريَ الضَغير انا دائماً اسف..

 

أنسحب من الجولة الأولى دائماً قبل أن يُقرع الجَرس حتى وقبل التصافح مع الخصم في الزاوية الأخرى وَفِر ضَربتك القاضية لشِخص آخر قد يقاوم نوعاً ما , ضربة قاضية كفيلة بإسقاطي أنا ومستقبلي الحالي..

 

 

ليس هذا فحسب , نَعم لقد تماديت بالتراجع الى الخطوط الخلفية والإختباء خلف أكياس الرمل والإنبطاح في الخنادق العميقة تحت الأسرة والأرائك ! بِت أتحاشى تلامس ضوء الشمس لإي مللي متر مربع من جِلدي أصبحت اغادر الحفلات الرسمية قبل التاسعة مَساءً , هذا يشبه الزواج بسن الحادية والعشرون , تخرج وتنحسب قبل أن يبدأ المرح الحَقيقي , يحاول البعض إقناعك بالبقاء بعض الوقت لكنك ترفض فوراً وتَصر على المغادرة لا تتعب نفسك لن يتحسر أحد على رحليك المبكر فأنت “ديكور” لهذه الحفلة..

 

 

بصراحة لم تعد المرحلة التي وصلت لها من اللامبالة تقلقني كالسابق , لم تعد الإهانة تُحَرِك بي ساكناً, حمامات “البهادل” السريعة صارت كقطرات المطر على نظاراتي تشوش الرؤيا قليلاً لكن لم توقفني عن المَشي , بالنسبة للرغبات والإحلام فهي لا تتعدى الشعر الزائد الذي نتجاهله أثناء الحِلاقة !.. فيما يتعلق بالمشاعر فيها أجهزة عَتيقة لا تحاكي إحتياجات القرن الحادي والعشرين نظام المشاعر تَم إلغاءه وإستبداله بنظام الاقعنة , كالتكنولوجيا تماماً كل يوم شيئٌ جَديد..

 

 

عموماً , لَيس لَدي ما اطمح إليه كما إبناء جيلي , مُشكِلة عندما تفهم الحياة مبكراً كأنك عرفت طُرق مختصرة للحقيقة , النهاية باتت وشيكة وهذا ما تثبته الُصحف هذه الأيام , نهاية ساحقة ماحقة مفاجأة كأشعة الشمس من خَلف الستار , “الولد” في كوريا الشمالية سوف يتسبب في مصيبة على مستوى الكوكب , الشاب الروسي المحُنك لا يزال يحلم بعودة السوفييت , “الحشاش الأمريكي الأسمر” ما زال يحتاج الى “فت خَبز” بالرئاسة , والعرب كسيارات التكسي صفراء مُنذ الإزل ! , ونحن أبناء الشرق الأوسط ليس لَنا إلاّ الله ثم “ماما امريكا” والواسطة.. من سينقذنا من صاروخ عابَر للقارات محمل برؤوس نووية ؟

 

 

 

هل يهتمون إذا ما رفعت الراية البيضاء ؟ او حتى ملابسي الداخلية بُحكم أنني لا أملك تلك الراية ؟ هل سوف يعزلونني عن العالم ؟ هل سيتم قطع المساعدات عني ؟ المتمثلة بكوب القهوة والموسيقى ؟ هل هُناك عناية طبية للدماغ “المخلل” في جممتي ؟ هل سوف يعطونني وصفة طبية تحتوي على مُضاد “للهبل” وتحاميل ” للتفكير ؟

 

 

 هل سوف يرسلون “طوافة” للتأكد من عَدم تسرب الموتى من المقابر بعد القَصف ؟ لا أعتقد , لا يهتمون بشأننا.. نحن هوامش على الخريطة , لَيست لدي أي فكرة لما آل إليه هذا النص, فقد أنحرف إنحرافاً شديداً مخالفاً فيه كافة القوانين الفيزيائية للورق…

لَم أعد أحفل بأعياد الميلاد والمناسبات الوطينة والأعياد الدينية , فكلها “روتين” مَليئ بالمجاملات , قُبلات من أناس لا تحبهم , هدايا من محلات “أدوات منزلية” , كعك منزوع الدَسم , وكأس شاي أصفر كالغروب…

-قد يكون هُناك تتمة ما ضائعة للنص , جاري إستلهَامُها الى حينه..

 

 

 

 

عن theunforgiven

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

تعليق واحد

  1. رناد الجديد

    مقالة محيرة جدا .. ﻻتعلم هل كاتبها حقا مستسلم ام هو متمرد صامت ؟!
    للحق اعجبتني جداا وفي فارغ الصبر لما قد يستلهم ﻻحقا ..

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: