ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

أيلول …شهر الموت والميلاد

#‏في يوم‬ مولدي التاسع عشر …أقول فيه..
تذهب الأيام مع الريح ، أنظر إليها تودعني بكل ما تحمله من عبق الذكريات الحلوة والمرة ، تمضي وبلا رجعة ، لكنها محفوظة في دهاليز ذاكرة معتقة ، عمرها ليس تسعة عشر ، عمرها بعدد الخيبات والنزوات والنجاحات ، عمرها بعدد أشجار الياسمين التي كفت عن غنجها في الشام ، بعدد أثريات السومريين والعباسيين التي قد صارت ركام ، عمر ذاكرتي يا سادة من قبل أن يتجرع سقراط السم ، ليست لكاعة عندما أقول لكم أنني كنت يوما في روما في ساحة القديس بطرس تحديدا أرتل ترانيم كنسية ، ولست كاذبا إذ أقسمت لكم أنني شهدت فتح مكة أيضا ، انا يا سادة وباختصار عبرت على العصور ، لم أحلم بركوب سيارة لورز رايس وأدور بها في شارع الشانزلزيه ، كما لم أحلم قط بأكل الكافيار واقتناء ساعة ماركة “كاسيو “،انا فقط حلمت بأن أجلس في مقهى معتق ، أحتسي شايا ويجلس على طرف الطاولة المقابل لي فتاة تدعى  “سمر ” ، أريد أن أصفعها مرة وأحتضنها مرة أخرى ، أريد أن أنهرها وأزجرها وأشكرها ، زادتني رهقا هذه الفتاة ، يبدو أنني أجيد تصوير الفن السريالي ، أو أن ذلك ليس بفن إنما سفسطة بحد ذاتها -صدقا لا أدري -ربما تعتقدون أني مصاب بالشيزوفرينيا أيضا ، وتشفقون علي لدرجة أنكم ستنصحون والدي بأن يدخلني مستشفى المجانين بالعامية ” خد بنتك عمستشفى الفحيص” ،أشكركم جميعا .
سأجعلكم في قلب الحدث وأقرب لكم الصورة أكثر ، أعتقد أن معظمكم شاهد فيلم” تواي لايت “وكيف أن إدوارد شاب يبدو أنه في العشرينيات من عمره لكنه في الحقيقة عمره أكثر من مئة سنة ، هذا أنا يا سادة إن لم تكونوا قد فهمتم قولي السابق ، أعلم أنكم عصريون لدرجة أنكم لا تفهمون سوى بهذه الطريقة العصرية فأنتم”مودرن ” أما أنا فلست “مودرن ” ، أحسب نفسي زجاجة خمر معتقة تقع وتنكسر فينتشر رذاذها فيلعنني صاحب مشرب الجعة فقد ضيعت عليه بضع دولارات .
درويش عزيزي صدقت حين قلت :”لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا “،هيا يا سادة ويا سيدات ، أيها الأرستقراطيون “النشاما” اشربوا نخب قدحي ، اشربوا حد الثمالة ، تعذبوا مثلي واقنطوا ،وقولوا لي في يوم مولدي السعيد :

كل عام ونساؤكم سبايا،

كل عام ووطنكم يلعنه البرايا

كل عام ونحن رقيق ،لا نملك حتى الدقيق .

عن سمر الفوالجة

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: