ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

افتح نافذه قلبك ، تر العالم بصدقِ أكبر ~

مَع تَخالطي الإجتماعي بالنّاس الذي يُعدّ جَيدًا،
رأيتُ كَم تلكَ العلاقات تتشَابه رُغم إختلاف الأشخاص،
إنّها بالنّهاية تَحمل قالبًا واحدًا ،
مُكون من دَقيقٍ مُر وأدوات تزيين مُزيّفة لا تستسغيها أفواهنا،
إننا نَرنو للتّعرف، نُحب الصّداقات،
شأننا كَشأن أيّ بشريّ يَرغب في الخُروج من تلكَ الدائرة
التي يُغلقها على نَفسه في نِهاية النّهار،
نحب تَبادل الابتسامات، أو إلقاء السّلام أو حتى بَصمة رمقة على عُيون الغُرباء.
لا زِلتُ لا أفهم تَذبذب النّاس في شُعورهم،
تِلكَ الآلية التي يُمارسونها بِها،
كأنّهم يُعودوك على ماءِ ليحرموك منها آجلاً فتُمسي عَطشانًا رَثّ،
يَصعُب حالك على مَن يراك ويَشفق،
إنني ما زلتُ لا أفهم لمَ بين كُل اثنين من الذين تَعاهدوا على الصّداقة
واحد أحكمتهُ القسوة ليترك الخيط الآخر من الرّفقة فيجعلها مَعطوبة تَنزف!،
إنّهم يا رَفيق يُحاولون تَجريد أنفسهم من المَسؤولية،
الخروج من حُلة الوفاء لأحدهم ،
يُريدون العَيش خارج إطار إختاروه مُؤخرًا غير مُدرجًا بأكاذيبهم،
رُبما على بَرنامج انانيتهم لَه مَكان،
يَرحلون ليجعلوك تترقب سُبلهم الضائعة التي تَرسمها حَذو أقدامهم،
ومعاطفهم الطويلة ، تلكَ التي يرتدونها لتُخفي عُيوبهم وشجع عُيونهم،
إنّهم يبتاعون القُبعات ليمسحوا وصمة عارٍ طُبعت على جبينهم ،
وبرقةٍ مُصطنعة يَدخلون حياة آخر ليكرروا ما فَعلوا،
أتساءل كَثيرًا كيف لَهم أن يَجعلوا الشُعور كذبة
سأموا من تسديد ثَمنها وتراكمت دُيون صُكوكها فتبرأوا منها ،
كَيف لَهم أن يَناموا ويتغاضوا عن صَوت بكائنا الذي لا يهدأ،
كَيف لقلوبهم ان تنعم بالسّكينة وفي الشق الآخر من العالم،
على سريرٍ حَديديّ قلبٌ تَنهشه الوحده،
يَدعو الله رحمة تَرأف بحاله بسببهم،
كَيف لهم أن يرموا بعرض الحائط أيامًا،
ساعاتٍ قضيناها بصحبتهم دُون عينٍ تَرمش،
دُون ملل يُذكر، وبمتعةٍ لا تَنضب،
كيَف لحكايات تنعت بالأسطورية ان تنتهي بهذا السُخف؟!
حقيقةً لم أجد الجواب بعد إلا أننا في عالمٍ ساديّ
تَحكمه الظروف التي لم ولن نَعرفها ولن تُشرح لنا،
وكُل الانتهاءات تُبرر بمبرر كاذِب واكثر مرواغة ألا وهو الظُروف،
عَلينا بمعذرتهم وإغلاق الأبواب التي أحكمنا اغلاقنا بَعدهم بالشمع الأحمر
لقص السواعد الكاذبة الطّارقة ولو كانت تَحمل الورد،
لا أنسى وصية امي حين قالت: نُحب الورد وأكثر ما يُميز به شَوكه.
يُؤلمني يا قارئي أنّك حزين،
أنّك تقرأ وتسترجع مَن خان، من رَحل،
من سجل وعد كلاميّ وترجّل من حياتكَ مُعتذرَاً بسُخف،
إنك رُبما تَحمل الضّغينة، أو يرتسم الان حول عينك هالة سوداء لفرط ما انتظرت، وفكّرت،
وحللت لرحيلهم غير المَعروف، رُبما تحمل بقلبك بقايا أمنية بعودتهم نادمين،
أو يَكفيك رؤيتهم يتألمون مثلك لتشفي الأيام غليل قلبك وتستريح،
رُبما عانيت في إمتحانٍ دراسيّ لان ذكراهم طافت بك فلم تستطيع الدّراسة،
وحصلت على علامة تُشبههم حينَ تساقطوا كَالرماد من حجر عيونك،
رُبما سهرت كثيرًا وهزلت صُحتك لدرجة تستوجب قلق امك الحَنون،
وتساؤلها المُلح:”ماذا حل بك” ،
انكَ تبكي الآن رُبما، تَكرهني لانني أذكرك بعمق خسارتك،
لكنني أريدكُ ان تفتح نافذة من قلبك لترى العالم بصدقٍ أكبر،
وبأملٍ يَفوق الجبال، إنهم مَن خسروا لستَ أنت،
تَكفيك يا شَهم الوفاء ،،
ذاك النقاء الذي يُغطي عضلتك العَسراء ووريدك المُدمَى،
إعلم أن الربح لا يَعني دائًما كوننا الافضلية،
وأن المرتبة الاولى لا تَكفِ لأن نعيش مُكرمين،
إبتسم من أجلي وأرجوك حيي شَجاعتي ،
انني كتبت هَذا من ألمٍ ليس بمتخدرٍ بعد لأجلك .

عن سلمى يُسري

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

2 تعليقان

  1. حروفك جميله جدا اكثر من رائعه

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: