تَتَلاشى بحار الدفء بين أشلاء ورقة صفراء… أضناها الحنين الى عناق الكون…. و أضناها الكون لشوقه الى دموعه …..تخال أن الثواني الّتي تدنو بها الى حلمها … سنوات من الانتصار…… أحلامنا معلقة في السماء و حلمها يعانق الارض ….. و كأن الحياة لا تكتمل الا بالتناقض……فقد سرقت رياح الشتاء خضرتها … و خبأتها في قلب الربيع ….. لتصادق البداية النهاية … و يعيشا حلماً لا يكتمل….. فلكل دقيقة بداية .. نهايتها بداية لأخرى ….. كم هي قوية تلك الورقة ….تداس…. تُسحق في قلب الكون….. و تذوب في احشائه …لتشبع جوعها الى لحظة دفء ……. و ان ماتت باقي لحظات حياتها ……. فتنتهي البداية و تبدأ النهاية ….. و كأن شيئا لم يكن ….فكيف لحلم تحقق.. ألاّ تتوقف نبضات قلبه بين فكي واقع؟! ……. أنانيةٌ احلامنا عندما تخاف الموت فتأبى الاقتراب …..و أنانيةٌ تلك الرياح عندما تأخذ خضرة الخريف و تعطيه قلباً جديدا.. ليحيا معذباً….. فقد قتله الكون ليلتقي دموعه …… و تاهت حياته في ضباب الدموع.