أرشيف الوسم : دنيا

آهٍ وآهٍ من بعدِ يا ويلتاه! شعورٌ صعبٌ مُستفزٌّ مُسْتَحْقَر عندما يُحيط بك اليأس والضّياع، وأنت السّبب، وأنت الضّحية، وسيف الوقتِ قد ذاب سنّهُ، لن يُسعفك حينها ندمٌ ولا توبة، لن تعود تلك الليالي، لن يتغيّر الحال، أنتَ وفعلتكُ في حلك الليل بلا رفيقٍ ثالث، حُشرتما وحانت نفخة ميعاد النّتيجة، ما انفككتما، ولن تنفكّا، حتّى تُقادون إلى الحكم، ذرّاتٌ قليلة مُتبقيّة في تلك السّاعة الرّمليّة الكهلة وينتهي عمرها إلى غير عودة، عيناكَ حائرتين جاحظتين مُحدقتين …

آن لها ~ آ ن للروح أن تتوارى…أن تنأى بنفسها عن الدنيا.. آ ن لي أن أخبئ روحي عميقا..آن لي أن أضمها ولا أتركها لبشر آن لقلبي أن يحتضنني..أن يحارب الدنيا ﻷجلي آن لي أن أقف بجانبه..أسانده وأذكره على الدوام أن الله معه آن لي أن أعي كم فرطت وكم قصرت..آن لي أن أسير في درب الواثقين آن للروح أن تهدأ..أن تكن..أن تسكن خشي درويش* مرة عزفا منفردا للحنه..وانا اليوم أطلبه.. بالعزف المنفرد تكون ملك …

في تجاعيد وجه امرأة عجوز أرى الكثير من التفاصيل.. أرى عمرا مضى وأراني فيه مضيت أشعر بهباء الدنيا..أشعر بفنائها كم هي الدنيا “طين”..ولا أجد كلمة تعبر عنها ك”طين” ! فهي تضم دناءتها ووضاعتها تختصر الكثير من الكلمات التي تعبر عن دونية ما نعيشه..لا لشيء إلا أنه سيمضي سيمضي بنا سريعا ~ ومن لم يعمل سيخسر.. ما خلقنا ها هنا لندوم..وما وجدنا لنخلد.. تجاعيدنا ذات يوم ستضم كل التعب ستحضن كل الألم وتحتوي كل الحزن تجاعيدنا …

للمرّة الأولى،  منذُ زمانٍ ولّى،  أتمنى أن أنام من غير يقظة، أن أذهب من غير عودة،  أن أغترب من غير ملجأ، أن تلفظني دنياي،  أن يتركني كل مُقرّب..  أن يسكن رمش العين، وترتخي أناملي، أن أغرق! تمنّيت ذاك القارب طويلاً، قارب الأحلام،  بمجذفٍ من ذهب، وها أنا من جديد أتمناه، دعني من الذهب، أريده بلا ذهب، فقط أريدهُ وسيلةً تعينني على الهرب… أي نعم، الهرب! ولما لا أرنوا للهرب؟ وفي جسدي وروحي وعقلي سنوات همٍ …

في داخلي تُحتبس.. تتفجّر رُعباً واختناقاً..تبحثُ عن مُخرج..تحلُمُ بحضنٍ دافئٍ يحتضنها..ملّت مكانها.. تمرّدت في داخلي.. حاربت أمعائي، كسّرت ضلوعي،شوّهت كُلّ ما يُعارضها، وانتفضت! انتفضت ورفضت..وقالتها من خلف ستار.. قالتها بذاك الصّوتِ العليل.. لم أعد أستطيع اللجوء أكثر!فتفجّر.. فجِّر الدُّنيا وتفجّر!لكن لا تدعني حبيسةً وحدي ها هُنا.. مللتُ سكينتك، وأعلّني هُدوئك القاتل،فاصرخ ونادي وأسمِع.. وإن بقيت أنتَ أنتَ، فبحقِّ ربّي أنا مللت منك،نعم، قالتها دمعتي الدّفينة الدّاخلي وعنّي تخلّت،أي دمعتي، أنا هنا، لم تكوني أوّل دمعةً, …

حياتنا مش بس صح أو خطأ ! مش يا صابت يا خابت ! مش ناجح أو راسب ! ولا لازم انحدّد نفسنا “بين نارين” الحياة “لوحة فنيّة” لازم نرسمها يوم بيوم .. يوم بنرسم الليل … ويوم بنرسم النّهار .. يوم بنرسم الشّمس … ويوم بنرسم القمر … يوم بنرسم البسمة … ويوم بنرسم الدَمعة اللي استخبت وراها … لكن، لازم منوقفش أبداً عن الرّسم… ولا انسيب الرّيشة اتفارق إيدينا … ولازم كلّنا نعرف إنّ …

تمرّ أيامٌ طوال.. وتمضي الحياة.. نخسر أحباباً.. ويخدعنا أُناسٌ كانوا في حساباتنا من “قائمة الأصدقاء” .. يتغيّر البعض.. وأحياناً نتغيّر نحن.. نشعر بأنّنا غرباء، في زمانٍ غريب.. تتلاشى الرّؤية أمامنا.. وتصبح الدّنيا ضباباً في ضباب.. وتمضي أيامنا.. ونحن بها متربّصون.. منتظرين.. ولا نعلم ما المُنتظر.. لكنّنا ننتظر، وسنبقى في لائحة الانتظار!