ريشة مُجتمع الأدب العربيّ
مقالات مشابهة
الامس كان مساء مختلفا لم أعهده من قبل ,,نسمات النصر تلعب في شعري وتداعب خدي ووجنتاي ,اتنفسها بعمق وقد أخذت تهز عروش الحزن والاسى التي توّجَتْ نفسها ملكا وسلطانا على قلبي منذ بداية الحرب ,,اتذكر يا محمد حَلِمنا بهذا المساء ذاتَ مساء!قبل سنوات على سطح منزلنا “الذي لم يَـعُـدْ” أمسكت بيدك وأغمضت عيناي وقلت لك: الآن مع غروب الشمس تُعلن المقاومة الانتصار ورفع الحصار..ونَـخِـرُّ انا وانت ساجدين حمداً وشكراً..وتعِدنا المقاومة بسجدة اخرى على اعتاب المسجد الاقصى …لم تجبني يومها الا انك ربّـتَ على كتفي وابتسمت
واليوم أُمسك بيدك ونمضي نجوب شوارع غزة وأحيائها ..الكل في الشارع يتقاسم الفرحة كما تقاسم الصبر والمحنة ,,شعبنا الصامد كله برجاله وشيوخه ونسائه ..وحتى اطفاله ,اتدري ؟خلتهم غادرو الارض جميعا ولكنهم اليوم يملؤون المكان كما لم تخسر غزة طفلا واحدا !! لا كهرباء تضيء ليل غزة ولا حتى قنابل ”
اليوم نستضيء بأقمار المقاومة ورجالها يجوبون المنازل والشوارع “وما زالت على الكتف بندقية “”وتنظر أنت اليّ مبتسما لائما ,وأُجيبك لا تخف اني أراها منذ البداية, روحك يا أخي وأرواح الشهداء معي ..معنا تنثر عبيرها وضياءها وتمضي حيث الخلود .
ليتك كنت معي اليوم حقاً..ليتك تعلم أخي أنه من اليوم لا حصار ..لن تبكي الأطفال جوعا دون غذاء ..ولن يبكي المرضى ألما بلا دواء ,,ماء وكهرباء ووقود وسنعيد بناء البيوت ..كل شيء اذا ما فتحت المعابر سيبدو على ما يرام ..الا انكم شهدائنا لن تدخلو منها ولن تعبروها..لن تعودو لنستأنف الحياة من جديد!!تضع الحرب أوزارها يا أخي ..ولكن الماضي والذكريات ,,البسمات والدمعات,,الاحلام والامنيات لا تضع أوزارها أبدا وتبقى تدور رحاياها الى الأبد!! اتعلم يا محمد ان النصر والفرحة لم تقتصرعلى بيوت غزة فقط..فقد عمّت ارجاء الامة ..مسكينة امتي كم كانت مشتاقة لتفرح بنصر لم تشارك ابدا في صنعه””ولكن لا بأس على الاقل فانها تعلمت مفاتيح النصر “ايمان..اعداد..ثقة..صبر..وبندقية”
نعم اخي ..انه النصر ويا ليتكم يا شهدائنا تعلمون “”فتنظر اليّ مبتسما كعادتك وتقول:يا ليتكم انتم تعلمون فهنا نعيم وحور ..وجنات رب غفور
فاجمع شتاتك اخي ان المعركة لم تنتهي ..واعلم انه لا فرق ابدا بين احدى الحسنيين!!
