خبايا بلورة ..

مقالات مشابهة

عند نقطة المفترق

2018-08-18

أيا مطراً

2017-11-04

صديقتي،، و أما بعد..

2017-09-20

ليتَه ابتسم

2017-08-14

لم تكن للبلورة العسليّة الواقعة بين تشابكِ الأهدابِ المخمليةِ تلك وقعاً عادياً .. كان لها نظرةٌ تنثر جميع أسرارك و تجردك من كلِّ أقنعتك ..

انثناءاتُ الجفون هي حبكةُ الرواية .. ولها حدقتان بإهليجية الأرضِ و نورِ البدر معاً .. الرموشُ ملحمةُ اغريقية .. طويلةٌ كأشعةِ شمس ، متشابكةٌ كغابةٍ استوائية ..

ضوءُ القمر على البؤبؤين يُريك تفتُّحَ بتلات الّلوتس ليلاً .. لحدةِ تلك النظرة رعشةٌ على الجسد ..أمامها تكون عبداً بإرادتك .. سيداً لانقيادك .. تجبرك أن تكون جواداً طائيّاً بخجلك إذا ما قُبِضَ عليك متأملاً تينك البلورتين ..

تواري انهزامك و بعثرة رتابتك أمهامها .. تمنّي نفسك بالقوة .. من بهو عينيها المغمضتين تستمد العتاد والعدة ؛ فتتظاهرَ بالشجاعةِ أمامَ أسوارِ ذلك الألق ....

تقتحمها و تثمل تحديقاً بها .. لا تكفُّ عن ذلك .. ولكن في أحلامك فقط ! ..

لن تقترف ذنباً كهذا في حضرتها ؛ فلها براءة طفولية و كبرياءٌ صارخ ..

جديٍّتها تقطّع أوصالك .. وبها عمقاً لن تجاريه إلا وقد أصبحت غريقاً ..

طيفها مزيجٌ من ابتهالاتٍ سماويةِ و تعاويذ شيطانيّة .. هي جمع المتناقضات .. فيها براءةُ الخبثِ .. عفةُ الإغواءِ ..و انتصارُ الهزيمة .. فيها تفاني الفسدةِ و عدلُ الطغاة ..

 لا تدري إن كنت في حضرتها ملاكاً أو جنيّاً .. عدواً أم صديقاً .. إن كنت في قمةِ الفرح أو قعرِ التعاسة ..

 إن اكتحلت زادت مقلتيها اتساعاً .. و إن اغمضت استترت فيها  أسرارُ الأساطيرِ التاريخية .. 

تراودك مراوغةُ نظرتها أن تشتاقَ رؤيتَها بلهفة الأم لحضنِ طفلها الأول .. بانتظار الأرض الجافة لسُقيا ربها .. باقتضابِ متهمٍ تحت مقصلتهِ .. بارتياب عصفورٍ باحثٍ عن الحرية ..

ترغمك أن تسلكَ ذات الطريقٍ الوعرٍ كلّ مرةٍ في سبيل نظرةٍ لا تدركها .. تعلّمك كم أن الغايةَ تبرّرُ الوسيلة ..  و كم كان أمراءُ ميكافيلي محقّينَ في جبروتهم .. فبعض الطغاة حبُّهم لا ذلَّ فيه بل كرامة !!