ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

القلب مشغول بحياة أخرى !

لا تعتقدوا أني .. قد نسيتكم ..

أرى في نظراتكم .. الكثير من العتاب ..

أنتم غبتم عني .. وتركتم خلفكم الكثير الكثير .. من الأسئلة .. التي تمزق قلبي كالسهام ..

أعلم .. أعلم أنكم تتساءلون .. لمَ كل هذه القسوة .. لمَ كل هذا  الجفاء .. قد حسبناكِ وفيةً مخلصة ..

تخطرون على بالي كثيرا .. لكنكم لستم وحدكم .. فمعكم أسئلتكم المؤلمة تلك .. ومعكم كل العتاب .. ومعكم .. كل الحق !

فأنا .. أمتلك قلبا قاسيا .. قاسيا جدا ..

عندما تحاولون حجز مكان لكم في قلبي .. فلتعلموا أولا .. أن قلبي ليس مكانا آمنا للاختباء فيه .. من الخوف والبرد .. فقد يخرجكم من مأواكم هذا في أية لحظة .. وقد ينكر عليكم حبه بين ليلةٍ وضحاها ..

انتظروا .. فهذا ليس كل شيء ..

 ألم تتساءلوا يوما .. لمَ ؟

لا أدري .. فكلنا ظُلام ..

هل أنا حقا أمتلك قلبا بهذا الضعف والجفاء ؟ هل أنا حقا أضعف من أن أتغلب على “ظروف الحياة” ؟ تلك “الحجة” التي نعلق عليها كل أخطائنا وتبقى رغم ذلك صامتةً متسترةً علينا ؟

أجل .. ظروف الحياة تغيرني .. لكنني لستُ الوحيدة ..

عندما أراكم بعد حين .. وأسألكم عن أحوالكم .. وتجيبونني كما يجيب الغريب غريبا عنه بكلمة “الحمدلله” .. فسأقسو عليكم ..

عندما لا تبادرون الحديث معي “عن أنفسكم” وعن أحوالكم .. بعد أن كنت أعرف تفاصيل تفاصيل حياتكم .. بحجة أنني لا أسأل .. فسأقسو عليكم ..

عندما تشعرونني أنني لم أعد ذاك القريب إلى القلب .. فسأتغرب عنكم بعيدا بعيدا بعيدا ..

عندما تقولون شيئا .. وتفعلون شيئا آخر .. ستغدون كاذبين في نظري .. وسوف لن أصدق حبكم ..

عندما وعندما عندما ..

وعندما أتغاضى عن كــــــــــــل هذا .. وأقرر كسر ذاك الحاجز الذي خُلِق بيننا .. وأحاول التقرب إليكم من جديد .. وسؤالكم عن أحوالكم .. أنظر خلف الجدار .. فلا أجدكم .. أو ربما .. لأكون صادقةً .. أدرك أنه .. قد فات الأوان .. فقد غدا حاجز الهجر والنكران .. أقوى بكثير .. أقوى من قلبي الضعيف .. الذي أصبح يخشى الحديث معكم .. أو السؤال عن أحوالكم .. خوفا من أن يتلقى خيبةً جديدة .. وألمًا جديدا .. فهو ما عاد حِملا للمزيد ..

ولكن في النهاية .. لا زلت ألقي اللوم على نفسي وقلبي .. فهو في نظركم قاسٍ .. وفي نظري أيضا .. !! ..

لذا .. أبلغكم اعتذاري .. وأطلب منكم أن تسامحوني على قسوتي .. فقلبي وإن كان الآن مشغولا بحياة أخرى .. إلا أنه لا يزال يذكركم .. ويشتاق لكم .. ويحبكم ..

عن لينا العلاك

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: