ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

طفولة .. وكفى

    IMG_3424272277837أشتاق إلى بياض الجدران الذي كان يلف غرفتي, قبل أن أملؤها بخربشات وهلوسات وأحلام تتزاحم فوقها بسواد الرصاص .. أشتاق إلى سريري الصغير, الذي كان بنصف حجم سريري هذا, و الذي لم يزفر يومآ سوى بالطهر, ولم يفقه أبجدية سوى صوت أمي .. أشتاق إلى دفاتري التي اصفرت أوراقها بفعل أيادي الزمن, والتي لا يكف أحدآ عن السخرية والقهقهة بعدها حين يسرد أحلامي الساذجة فيها, و يتأمل خطي المتعرج وكأن الكتابة حينها كانت أصعب مهامي .. أشتاق إلى وسادتي القديمة, التي لم يحدث وأن غرقت في دمعي, أو شوهها الكحل الذي خلفته نوبة هستيرية من البكاء .. أشتاق إلى زقزقة عصفور كان صوته قهوة صباحي فيما مضى, و تحليقاته عنوان يومي وتحيته, و تسمره على نافذتي; عكازة أشيائي الجميلة لكل صباح .. أشتاق إلى قصص الطفولة المغلفة بالبراءة, إلى صباح الطفولة الذي كان أكبر ضجيجه صوت زامور “باص الروضة” , إلى ليل الطفولة الذي كنت أبتدئه بانكماش على “كنبة” الصالة أمام “مسلسل كرتوني” , و أختتمه باستيقاظي في اليوم التالي على سريري لا أدري كيف وصلت إليه, أشتاق إلى أحلام الطفولة, إلى ترانيم الطفولة وبساطتها, إلى قبلة من أمي تليها دعوة, وإلى عناق من أبي يليه تحليق في السمآء بفعل كلتا يديه .. لكن, هي الأشياء هكذا كعادتها تتغير وها هو القلب كما شاء يتقلب و لا شيء يبقى منها سوى صوت ذكرى, و وخزة شوق تبقى مختبئة فينا . ,, #حيآة

عن حياة الدرباشي

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: