كانَ عليَّ أن أُراقِصَ نَفسي وأنا أُدَنـدِنُ بِرائِحَة صوتٍ مـا فَـأُشغِلَ المساحَةَ بِخُطاي وحدي ..
فأمنَعُ تَعويذَة الوِّد من جَذب أقـدام اليأس والخيبة للتراقُص حول جُثَتي و بذلك أكون قد سَاويتهم بالعَدَم ..
وكـانَ عليَّ حتماً تَكويرَ حُلمي كَوَرقةٍ تَلطَخَت بِخُطوطِ قَلمِ رصاص تَقُودُهُ يَدُ مُسِنٍ رَاجِفَة واجِفة فَيَحسِبُ شَقاءَ و بهجةَ ما دفَنَ مِن عُمره، فَيُخطِىءُ بِاستهزاء لِيُكَوِّرَهَا بِدوراتٍ مُتجانِسَة ثمَّ بإحتراف شابٍ عِشريني يُلقِي بِها في فم سلةِ المُهمَلات فَتبتَلِعَها الأُخرى وتسأل هَل مِن مَزيد ؟!
كانَ عليَّ أيضاً الاستِنتَاج بأنَّ الأشياءَ التي نأخُذها بِعينِ الاعتِبار تَأخُذُنا بِعَينَيِّ القُصورِ و الدُّونِيَّة ..
و الدعآء يقيناً بالإستِجابَة سَيلٌ مِن عِشق لا يَبلٌغه إلا ذو حظِّ عَظيم ..
لا مَفرَّ مِن شيء .. أي شَيء .. سَتُواجِهُ الحب كما البغض .. الانكسار كما الكبرياء ..
الكرامة كما الإهانة .. الربيعُ كَما الخَريف ..
الهمة كما الكَسل .. الموتُ كما الحَياة ..
كلُّ الذي تتَجنَب التفكيرَ به سَيفتَرِسُكَ عند أول وِحدَة ويطِلُ بكامِلِ جَبَروتِه ليثبتَ لك هَشاشَةَ ذاكرتكَ ..
كان علي الاعتِرَافَ بِحَقيقَةِ أنني في مجتمعٍ لا يَرى إلا امتلاءَ الألقابِ و الجُيوبِ كَمِعيارٍ لـِجودَة الإنسـان ، و لا يعترفُ بثِقَلِ العُقولِ وَ سُمُوِّ النُّفوس..
كانَ عليَّ تركُ الكُفوف الباردة التي تشاركني دفءَ كَفي ثمَّ تنكرُني ..
بِئسَ يَومٍ لم أضف فيه شيئاً إليّ .. ونِعمَ الحياة التي اختارها الله لي ..<3