ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

الغرب يقودنا و لكن إلى أين ؟

 

في ذهني حديث أود أن أخصكم به ،فهل تفتحون لي أبواب عقولكم النيرة ، و قلوبكم الطيبة ؟
حديثا أَسْكَب روحي في كلماته .. و أصْهر قلبي في عَبَراته ..و هو مني إليكم حديث القلب إلى القلب ..

فقد بات الغرب طاولة النقاش عند العرب ..و بات شباب العرب يقلدون الغرب دون حدود .. يلهثون وراءهم ..و ينظرون بمنظارهم ،ينسلخون عن دينهم و عقيدتهم و قيمهم .. و صاروا مثل كرة الثلج التي تُكْبِر حجمها باستمرار انزلاقها من قمة الجبل إلى الهاوية ..

و المسلمون ليسوا بحاجة لتقليد أحد من الأمم في شعائر الدين و العبادات .. فقد أكمل الله تعالى دينه و أتم نعمته و رضي لنا الإسلام دينا .. فلماذا نقلدهم ؟ .. و الله قد اختارنا خير أمة أخرجت للناس و هم ليسوا بأفضل منا .. فحتى التقليد شوهوا صورته و أعموه عن الحق .. فأصبح تقليدا أعمى لا يتبع إلا تطلعات الغرب .. و لم يبق سوى أن نموت في مقابرهم ..

قادونا و نتبعهم .. و لا نعرف إلى أين سنصل معهم .. أسيكون مصيرنا التدمير أم العذاب ، أم الطمر في الوحل ؟
لا خيار لنا في مصائرنا فمصيرنا محفوف بالخطر .. لذلك نحتاج لشباب بطاقة إسلامية متحمسة لتغيير الواقع ..تسعى لإعادة مجد الإسلام و الأمة العربية ..فلقد غيروا شعارنا و لكن بقي للقلوب الحية شعارها : الإسلام و     النصر و الله أولا ..
 

حتى الأطفال باتوا يقلدون الغرب.. و يجعلونهم مثلهم العليا.. و المثال الأعلى للقلوب المؤمنة هو رسول الله صلى الله عليه و سلم..

هم رسموه و لا يرسم.. نشروا صوره.. و صوره لا تنشر.. إنه كالنور.. و النور لا يوصف.. لكن..

عندما رسموه ماذا فعلنا .. ؟..قاطعنا منتجاتهم  لشهر أو أقل.. ؟..و بعدها .. عدنا..

لا نأكل إلا في مطاعمهم .. و لا نشتري إلا من منتجاتهم.. لماذا لا نختص بعلومنا .. بتقاليدنا .. بإنتاجنا و تطورنا .. لماذا قبلنا أن نقاد و لم نقد.. ؟

 

كثيرا ما تكررت أسئلتي.. و ذلك لأني لا أجد الجواب.. ..أجيبوني عن سؤال واحد فقط.. واحد فقط.. و سأكف عن طرح الأسئلة..و إن لم تجيبوني فسأظل أسأل .. و أبحث عن أسبابٍ تدعوكم لتقليدهم..أهو أسلوبهم المميز .. ؟..أم ذوقهم الخاص.. ؟..أم هو نظرنا الضعيف و إيماننا الأضعف.. و عقلنا المغلق و ضعف عقائدنا و ضمائرنا.. ؟..أم التطور الذي أعمى قلوبا فباتت عليها أقفالها.. ؟ أصبحت كالهواتف الصدئة لا ترسل أو تستقبل.. أصبحت كالقطار الذي يسير و يسير.. لكنه لا يصل إلى نهاية .. و إن وصل فستكون نهاية عسرة.. هي : الغرق في ثوب الأمل الذي لن يتحقق إلا بجهد وفير.. و تفكير غزير..

 

 

لماذا لا نسعى لهدايتهم بدلا من سعيهم لإضلالنا.. ؟لماذا لا نبحث عن سبب ضياعنا و نجاحهم.. ؟!

كل ما أكتفي به هو التعبير عن حسرتي فقد شغلوا وقتهم و عقلهم بالتفكير و التطوير و أنا لا أتحسر إلا على أيامنا التي تضيع هباءً ..لكننا لن نفقد العزيمة أو نقنط من رحمة الله..فما هذا النجاح إلا اختبار لهم.. و الله يمهل و لا يهمل..

هذا الكلام فقط لمستمعيه من المؤمنين الموقنين بنجاح حياتهم.. أما من يقلد الغرب فمصيره كمصيرهم .. بل أكثر.. و لا عتب عليهم إنما اللوم الأكبر لنا ..

 

 

 

و أنا الآن أعود بخطواتي لأعقب على نقطة..الغرب خرب عالمنا .. فما جاءنا من خلف تطورهم إلا الرجوع بخطواتنا نحو الوراء..وما عمل التطور إلا على تخريب عقول شبابنا .. وتحطيمهم و تنكيس تفكيرهم الإيجابي الدؤوب.. و كنا في ما مضى شعلة في  كل المجالات..

و ما نحن الآن سوى في حالة من النوم و الغفلة .. لا نستيقظ منها إلا بعد أن نجد أنفسنا في مقابر الغرب.. و قلوبنا أصبحت كقلوبهم .. عقولنا لا تفكر إلا كتفكيرهم.. و لباسنا كلباسهم .. و فشلنا نجاح لهم .. و موتنا حياةً لهم.. و تدميرنا نصرهم..

بتنا نعلق شهادات العلم و منا شهادات الحق ضاعت.. ..صرنا نتعلق بكل شر و منا الخير ضاع..

سافرنا للأمام و لا نعلم أننا للخلف سائرون.. قطفنا أزهارا و لا نعلم أنها شوكٌ للقاطفين.. قلدنا أناسا و لا نعلم أن تقليدنا لهم سر تطورهم.. و نومنا سبيل إيقاظهم..

 

 

و الآن أنا في نهاية التقاط  أنفاسي.. و آخر دموع أحزاني.. و آخر كلمات لي لم تسمع و أتمنى أن تسمع..

فلن نجعل الغرب يعمينا عن إسلامنا..

الكلام كثير .. و الدمع غزير.. لكنه يبدو مؤثرا .. و أتمنى أن يكون كذلك..كثيرا ما سألتكم و انتظرت إجابات.. كثيرا ما كتبت و انتظرت ردودا للكتابات ..  كثيرا ما جفت أحبار أقلام و باتت تبكي دما أزرق على ورق صنع وولد في الغرب و سيموت و نموت معه في الغرب..

 

 

أتمنى أن نفكر… أن نختلي بأنفسنا و نسأل..أوصيكم شباب الجيل: أعيدوا مجد الإسلام .. فأنتم الأمل..أعيدوا حب الأوطان فأنتم قمة الأمم .. أعيدوا خير أمة أخرجت للناس لكنها لم تنبع من عدم..أعيدوا عزنا لنا .. نحن العرب..

1 (6)

عن فرح اللوزي

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

تعويذة منمقة صقلوها فألصقوها

مهيئون نحن دوماً على وضعية التمني، نحاكي أحلاماً كثر ولكنّ أقل القليل منها يصيّر إلى …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عن سليمان الحلبي

يالها من صدفة أن يُولد في كنف التاجر الحلبيّ محمد أمين، فالظروف تخبره في العام …

تعليق واحد

  1. دانية ابداح

    واقع مبكي..
    لكن امة الاسلام ستعلو لا محالة 🙂
    ابدعتِ..

اترك رداً على دانية ابداح إلغاء الرد

%d مدونون معجبون بهذه: