ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

وَجَع ..

ضاعَ الطّريقُ مِنّي يا هذا و أصبحتُ تائهةً بينَ دروبِ الحياة ,,
ضاعَ الطّريقُ فلا سبيلَ للمضيِّ قُدُماً و لا دليلَ يُعيدُني من حيثُ بدَأتُ في اللا هُنا و اللا هُناك ,,
ضاعَ الطّريقُ و نوري تَشَتَّتَ في مَمَرَّاتٍ مُظلِمَةٍ لا تُبانُ نِهايَتها في اللا مكان ,,
هل تعرِفُ معنى الضَّياع في حِقَب الأزمان ؟؟! هل غادَرَتكَ الرّوحُ يوماً على حافةِ طريقٍ وَعرٍ تُبصِرُ فيهِ بُؤرة الشَّتاتِ الأزَلِي ؟؟! هل تُيقِنُ معنى أن تكونَ هُنا و أنتَ ذاتكَ هُناك تُمَشِّطُ بحثاً عن تِلكَ الرّوح التي غادَرَتكَ على حافةِ الطّريقِ الوَعرِ بعَينِهِ شديدُ الظُّلمَةِ و الهلاك ؟؟!
تبحَثُ الرُّوح في عالم الغيبِ و الغُرباءِ عن آسِرَتِها , تبحَثُ عَمّن غادَرَت عالمها و يرفُضُ عقلها التّصديق . لم تَرُق فِكرَةُ الرّحيل لروحٍ تَشَرَّبَت العِنادَ و التّحدي مُنذُ طُفولتها , لم تَكتَرِث للغيابِ قصيرِ الأجَل في تقويمها السّنَوِي للأمور الغير اعتِيادِيّه كما ظَنَّت و كما زَيَّنَ لها عقلها الباطِنِي ,,,
تاهَت و تُهتُ ,, حارَت و حِرتُ و ما زِلنا مُشَتَّتين بينَ سَرابٍ مرغوبٍ و حَقيقَةٍ مُفزِعه ,, كان الوقتُ بينَ يَدَينا و كان هُناكَ فجوَةٌ زَمَنِيَّةٌ ابتَلَعت ما تَبَقّى من فرحَتِنا المخسوفة .
كُنتُ بينَ يديها أُمازِحُها و تُلاطِفني , كُنتُ تحتَ قدميها ألهو و أخطفُ من حنانٍ ليسَ كَمِثلِهِ حنان و تُعطي ما تَحمِلُ من أسرارٍ و كُنوزٍ لِمُدَلّلتها المعهودة ,, غادَرتُها ليلتها و لم أُعانِقها عِناقَ مُوَدّعٍ لحَبيبَةِ عُمرٍ أمضى الحياةَ بعِشقِها , غادَرتُها و كُلّي يقينٌ بالعودَةِ غداً لأنامَ في حضنها كما أفعَل كُلّ مرّة لتُمرّر أصابعها بين خصلات شعري , تُغازِلُني حيناً و تًضحِكُني أحيان ,,, لم أدري أنَّ يد القَدَرِ كانت تَرسُم طريقاً أُخرى , لم أُيقِن أنَّ هادِمَ اللذّات دار حولنا و عانَقَها كما نُعانِقها و أكثر .. و أكثر .. و أكثر .
لم أشهد لحظَةَ الوَداع , لم أَكُن و لم تَكُن و لم نَكُن في دَوّامَةٍ لا يرى فيها أحَدٌ ما يراهُ الآخرُ , أو الآخرينَ هُناك ,,, كانوا هُناكَ و كُنتُ هُنا , ذهبتُ هُناكَ باحثةً عنها فلم أجدها, حاوَلتُ العودَةَ عَلَّ اللقاءَ الثّمينَ يعودُ لنا , فلم أعُد هُنا و لا هُناك .
لا أدري أين تدورُ الرُّوح بُغية الهناء , لا أدري أينَ أسير و كيفَ أسير و كيفَ أكونُ نفسي إن لم أجِد نفسي في شُقوقِ الصّحراء ,,
تَبكي السّماءُ لحالٍ وَصَلتُهُ كَغدير ,, تبكي العُيونُ عشيقَتها المفقودَة من واقِعٍ مَرير ,,
ناديتُها , لم تَستَجِب ,, رَجَوتُها , لم تَقتَرِب ,,
سامَحتُها
لا حَقتُها
حَلّفتُها,,,,
لم تَعُد هُنا و لا هُناك , أصبَحَت مِثلي تبحَثُ عن روحي الّتي تَبحَثُها دونَ عِناقٍ مَرجُوٍّ إلا في حلمٍ يجمَعُنا ,,, يَغمُرُنا ,, و يُمَزّقنا إذا أشرَقَت شَمسُ الصّباح .

عن إسراء العامر

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كَبُرَت شَجَرَةُ الزَيتونِ

يَركُضُ بخطواتٍ متعَثّرة .. الكثيرُ من الخوفِ يَعُجّ بدمائهِ ، يَلفّهُ طَيفُ الأيامِ فيزيدُ الظلمةَ …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

دقّات ساعة

هُناك وَجدّتُ قطعةً باتت تُوضح معالم الصورة التي أُركّبها مع الزمن.. هدوءٌ ودقّات ساعة! كَليْلةٍ …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: