ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

قصة غابة|| أشرف المومني || شعر حُر

[quote color=”#1e73be” arrow=”yes”]قبل أن تقرأ, اعلم أنها طويلة, و قد لا تستحق القراءة, فاجعلها في وقت فراغك إن ملكت, و شكرا لوقتك[/quote]
في شبهِ الغابةِ قد عاشَ قطيعٌ من جمعِ الثيرانْ
تجمعهمْ لُغةٌ واحدةٌ
وكتابانْ
تاريخُ بطولاتٍ و دمٌ
و مصيرٌ واحِدُ يلحقُهم إنْ هدَّ السدَّ الطوفانْ
.
.
في يومٍ ما بينَ الليلِ الى الفجرِ أتى أسدٌ ثَمِلٌ
يحملُ ذئباً من مُستنقعَ أقذرَ من نَجِسٍ في سَكرة
جَمَعَ الثيرانَ على عَجَلٍ
صعدَ لأعلى قمّةِ صخرة
قال الإنصافَ الإنصاف!
ثُمّ تجشأَ
ثم أضاف
يا قُطعانْ:
هذا الذئبُ يتيمُ الأرضِ, مسكينٌ لا يؤذي أحداً
يَقطُرُ من فيضِ الإيمانْ
و لقد كنتُ وعدتُ الذّئب بقطعةِ أرضٍ للثيرانْ
لــــن يــأخُـذها ..
سيُشاركُكم
و أقول هنا عذراً منكم أنّي نسيتُ بأنْ أُطلِعَكمْ
كدنا نُصبحُ كالإنسانْ
.
.
أيُّ سؤالْ؟
نكفلكم حق التعبير بكل أمان
أيُّ سؤال؟
.
.
قالَ شُجاعٌ:
أتُمازحُنا؟
أيُّ سؤال؟؟
وعدٌ لا يخطُر في البالْ!
هذا ظُلمٌ سيئتْ طُرُقه!
قال الأسدُ:
يُضرَبُ عُنُقهْ
و يُنفّذُ ذلك في الحالْ
ليست ظُلماً ..
ليست لهوا ..
رُبَّ بلادٍ سقطتْ سهوا
.
.
أيُّ سؤال؟
.
.
.
كَبُرَ الذّئبُ مع الثيرانِ
صارَ إذا غضبَ يُلقِّنهمْ درساً في بِرِّ الجيرانِ
يحكمهم
يحكُمُ قطعتهم!
صارَ زعيماً بالإذعانِ
خَلَفَ الأسدَ على المملكةِ
.
.
مرّ الزّمنُ..
صار زعيما للمنطقةِ
يَقْبـضُ يَغفِرُ يأمُرُ ينهى
فهو إلهٌ في المنزلةِ
فإذا قام العبدُ و صلّى
عاد الى الصخرة و تجلى
قال أنا ربكم الأعلى
ما باليَ كي لا تعبدني؟
.
.
يقصِفُهُمْ بالرّاجمِ .. أو ..
يقصفهم بسلاحِ الجوّ ..
توصيهِ الأخلاقُ بأن لجارِكَ حقّاً قبل الدارِ
يسمعُ ما تُملي الأخلاقُ
فيقصفُ فيهم سابعَ جارِ
عاشَ الثيرانُ من الذُلّ سنيناً تحت سِياطٍ .. ثُمّ ..
و أخيراً ..
قرر أحكَمُهُمْ أنْ يُجمعَ وجهاءُ الأُمّة
أن يُعقدَ فوراً مؤتمرٌ
يُكشَفُ فيهِ سحابُ الغُمّة
.
.
عقدوها
أسموها “القمّة”
.
.
فاتَّخَذوا من كُلِّ قطيعٍ ثوراً جَلْداً
مثلَ قُريشْ
و اجتمعوا في دارِ الغابة
خرجوا منهُ بمئتيْ حلٍّ آخرُها استعمالُ الجيشْ
و الذئبُ أتى بالدبابة ..
تبّا لغباءِ الثيرانْ..
.
.
ظهرَ الناطقُ بِاسمِ مجامع آل الثور
وجّهَ إصبعهُ للذئبِ
و على الفور
بدأ يُزمجرْ:
.
.
” طَفَح الكيلُ ! “
“نشجبُ أعمالك في الغابة “
– صَرَخَ يُحذّر –
” و نُدينُ القتلَ بِلا سببٍ”
و نَعِدُكَ بأنّا إنْ ظلّت أعمالكُ تلك سنستنكر .. “
.
.
صمتَ الذئبُ ثلاثَ ثوانٍ
و استجمع في الصوتِ قواه:
.
.
واااا أُمّــاه! واااا أُمّــاه!
جَمْعُ الثيرانِ يُهددني
– أصبح يشكي –
فلتسمعْ غاباتُ العالم!
جمعُ الثيرانِ يُروِّعني
– و بدا يبكي –
ااااااهٍ يا غابات العالم!!
لم أعلم حتى الأسباب
.
.
فاتّهم المجتمعُ الحيوانيُّ النّاطقَ بالإرهاب
لا تسألْ ما هذا النّحسْ
و لماذا أرضُ الثيرانِ
إنْ تَعرِفهُمْ يُزُلِ اللّبسْ
سترى ثوراً إسلاميّاً
و ترى آخرَ علمانيّاً
و الثوّرُ الشيعيُّ سيقتُل سُنيّاً منهم
و العكس
و ترى ثيرانَ التيّار تصارِعُ ثيرانَ الإخوانْ
.
.
لم يَدَعوا كُرهاً للغُرْبِ
مبتعدونَ
بِرغمِ القُربِ
مختلفونَ
بالأفكارِ ..
لا بالشكّل و لا الألوان
القوةُ ليستْ بالحجمْ
القوةُ ليستْ بالعددِ
.
.
القوّةُ جمعٌ من ضعفٍ
عودٌ مُتّحدٌ في وتَـدِ
فاجمع شملكَ حيثُ تراهُ
فإذا جُمعِوا
فرّقْ تَــسُــدِ
.
.
هذا ما أدركهُ الذّئبُ ليُصبحَ ذئباً في سِتّين
و جَهِلهُ الثيرانُ فكانوا ذلك حتى يوم الدين
~ أشرف المومني 
 

عن أشرف المومني

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كِنْدا

تَخافُ صَغيرتي( كِنْدا ) سَماري // و إنْ ناديتُ هَمَّتْ بالفِرارِ أَقولُ مُداعِبًا هّيَّا تَعالي …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

لقاءٌ بين السطور

في عيدِ ميلادِ المسيحْ قلبي تعطَّرَ بالحياةِ وصار غُصنًا داعبتهُ اليومَ ريحْ هل تذكرينَ الأمسَ …

11 تعليق

  1. حازم الصمادي

    رااااائع 🙂

  2. ما اصدقها من كلمات … بورك قلمك

  3. محمد زيتاوي

    هاظ الشب الشطور صاحبي :* .. وانا عملته الشعر والمارشال ارتس 😛
    والله انك مبدع ابو المومني

    • أشرف المومني

      ههههههههههههههه كل ما اكتبه و كل من اضربه فضله معلّق في رقبتك :p
      حبيبي يا زيتاوي تسلم يا رب 🙂

  4. كل ما تكبر تزيد روعة
    استمر الله يوفقك

  5. رااااائعة بقدر الالم 🙂

  6. جميل جدا ، راق لي

    ياريت تعطيني نبذه مختصره عن هالقصه

اترك رداً على أشرف المومني إلغاء الرد

%d مدونون معجبون بهذه: