ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

جزرٌ آخر

مساءٌ يُشبه ليلة الضجر اللعينة , التي وددتُ لو أنّي لم أُسهب في البوحِ حينها…هكذا يبدو مسائي الليلة
برفقة فنجانِ النيسكافيه البائس, الذي اصطنعتُه لإضافة شكليّات طقوسي للكتابة, لا أكثر
وعزلةٌ أخرى..مُرهقة..أجبرتُ نفسي على دخولها , مع اختلاس النظر إلى ما أودُّ أن يكونَ عالمي..بين الفينة والأخرى
وأنا التي ما زالت هي التي تبحث ولا تكلُّ عن البحث..تستريحُ في محطاتٍ مشتتة..بانتظارِ القطار
فلا شيءَ يستحقُّ البقاء هاهنا

كُلّ شيءٍ يبدو عاديّ .. ذلك العاديّ المُقيت الذي لا يبعثُ في الروح سوى الملل
الناس..قصصهم..السيناريوهات المتوقعة..الرسائل التي في الدروج..روتين الحياة..دورة الحياة بأكملها تبدو لي مكررة

اقترحتُ على نفسي فرصة الضياع في كتابٍ, شدّني اسمه ..والعنوان “القرآن لفجرٍ آخر” ..علّني أجدُ فيه ضالتي
الحروف التي زيّنت صفحاته بعثتْ في نفسي قدراً لا بأس به من الطمأنينيّة..الاحتواء..وجرعاتٍ من الحقائق التي غفلتُ عنها لفترة..وما أن أُغلِق دفتيه كل ليلة .. أسترجعُ توازني .. أدركُ معانٍ لا أرها من فرطِ تذمري المتكرر.. وسوداوية نظري لترتيب رفوفي الحاليّة..
نعم ! أحلامي ترقُد على رفوفٍ … بانتظارِ أن يمضي الوقت الحاليّ ..فلن تُشرق الشمسُ عليها, فما زالت قيد النمو ..في الظلام

لا بدّ للشمس أن تنيرَ أحد الأحلام ..يوماً ما

لكنْ نحتاج للحظة واحدة لنغيّر من وطأة سيرنا نحو ما نُريد
نحتاج لمن سيمدُّ لنا يداً لتساعدنا على التخلّص من الحملِ الذي أرهقنا طِوال فترة شقاءنا..وحماقاتنا
الأمر يُشبه أن تحيا من جديد..بعقليّة جديدة..كأنّك خرجتَ من محيطك اليائس الذي كُنت تطفو عليه بكلّ معتقداتك الخاطئة..وها أنتَ على بُعدِ خطوةٍ أو اثنتين لترسو على الشاطئ..لتمضي من جديد,حُراً من كل القيود والظنون والأماني الزائفة .. مع كُل الدروس والعبر وخططاً أُخرى علّها تكون ناجحة

ولنا في أقدارنا النصيب الذي سعينا إليه دوماً
من ظلام أيامنا سينيرُ النور
من شكوكنا سنرى أين يكمُن اليقين
من أحزاننا ..سنستلذُ بالفرح
من كسرنا ..سيقوى الظهرُ على الحمل
من صمتنا ..سيصدح صوتُ الحرفِ والقلم
من سجداتنا في الليل .. والدعواتِ التي زيناها بالرجاء..سيرزُقنا الكريم من فضله الواسع أقصى ما تمنينا

فاستعد لتلقي المد .. من جديد

عن سُندس حَميده

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: