ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كالسكر … بل أشد مرارة !

يحكى انه ذات عام حزين اطلق العالم أمنياته الى السماء … وجلسوا على الشرفات وأسطح المنازل التماسا للقرب من السماء
ذلك العام كان صعبا … ربما اصعب من الاعوام السابقة … أو ربما هو أقل صعوبة .. ﻻ أحد يجمل القول بصورة ذلك العام سوى أنه كان صعبا
امتثل الكون لرغبة الحزن والدهشة … فأطبقا على أركانه … الحزن يبدو من بين المنازل ثم يخرج للعيان بحلته الواثقة
في ساحة الحي الصغير المبتعد في أقصى الشارع وحيث لا ضجيج هناك … يخرج الحزن من القمقم ويقع بين يدي الألم … شبيك لبيك فلتأمرني بأي بيت أقيم …
الألم يقف حائرا .. منزل واحد لا يكفي ليشبع رغبته الدفينة بأن يسكن كل قلب …
الحزن ينتظر والألم يحتار … يفكر قليلا …
في طول الاختيار يقطع أحدهم ذلك الانتظار فيأخذ القمقم ويأمر الحزن بأن يتنحى جانبا
يربط الحزن والألم بسلسلة من حديد ويجرهما الى كل منزل … يدق الباب … واحيان اخرى يكسره
ذلك العابر يطوق اثنين من اقوى مخاوف سكان تلك المنازل …
القرية الصغيرة تنهار …
تستجمع قواها …. وتقف …
تنتظر …
وتنتظر …
وتصمت … ثم تنام ….
على مقربة من تلك القرية أخرى تنتظر العيد
الاطفال يحلمون بثياب جديدة … والعاب … حلوى ..
السكر يكاد يذوب في افواههم كلما تصوروه منتظرين صوت المئذنة …
كل الاماني تجتمع تحت سقف السماء …
من هنا وهناك ….
العيد يقترب والاماني تتحد …
والعيد يبدو بعيدا … يعدون الايام…
يالجمال قلوبهم !
تلك الاعين الصغيرة تلمع كلما تذكرت ذلك الطعم الحلو
السماء هادئة … والارض ساكنة …
ثم فجأة …
يعود ذلك الغريب
تطبق الظلمة على القربة … يظنون ان الشمس تغرب …
يعدون الموائد ويجتمعون حولها …
وعلى حين غرة يطرق الباب … هل هو ضيف ؟ اذا اعدو له متكئا …
وهم مغمورون بالتحضير للضيف المجهول … يمسك الضيف ذلك الطفل من عنقة ويشده نحوه
يحمله ويخرج من البيت …
ثم ينظر الى عيون اهل البيت وهي تودعه وتفقد الرؤية …
الحزن يطبق على قدميه … والألم يشد يديه .. والزائر سائر امامهما ونظره يتجه لقرية جديدة …
ويكمل طريقه …. تاركا في كل قرية تذكارا …
يالسذاجة الطريق!
كم هي سهلة …
يكمل ما ابتدأ به متعطشا للدموع والدم …
يقال ان ذلك الزائر كان يدعى الموت …
وتروي السنة اخرى وتقسم انه كان يطلق على نفسه اسما صديقا للبشر … ويغيره في كل قرية
لكن ﻻ احد يختلف حين يروي ما حدث لتلك الاعين الصغيرة …
يقال انها تنعم بالعيد حيث وصلت ….
يقال ان العيد ينتظرهم بفارغ الصبر … ويعد لهم اكثر مما اعدوا له
هو رحب ذلك العيد …
هو ليس كعيدنا …
يقال انه الاجمل … ويقال ان الشمس هناك دافئة ﻻ تشتعل
يقال ان الثلج هناك اخضر… هو دافئ ايضا …
ويروى الى هذا اليوم انه الى حيث ذهبوا تذهب الاماني …
العيد اقرب اليهم مما كانوا يظنون …
العيد بعيد عنا …
وحلوى العيد تزداد مرارة في افواهنا …

عن سجى زيادة

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

يا صاحب الظل الطويل -1-

يا صاحب الظل الطويل قبل أن ابدأ , لتعلم أني رجوت الكتابة لأجلك ِ فحسب ، …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كَبُرَت شَجَرَةُ الزَيتونِ

يَركُضُ بخطواتٍ متعَثّرة .. الكثيرُ من الخوفِ يَعُجّ بدمائهِ ، يَلفّهُ طَيفُ الأيامِ فيزيدُ الظلمةَ …

3 تعليقات

  1. ربما لا توجد تعليقات .. لحيرة القارئين بأيّ كلام توصف هذه الكلمات !

  2. العيد اقرب اليهم مما يظنون
    العيد بعيد عنا
    وحلوى العيد تزداد مرارة في افواهنا
    راااااائعة !

  3. كم يسعدني أن تصل كلماتي الى قلوبكم … تقبلوا شكري

اترك رداً على سجى زيادة إلغاء الرد

%d مدونون معجبون بهذه: