ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

ها أنا بغزّة !

دآئِمآ مآ أتخيل نَفسي أنّني بغزّة ،
قد رَحلت إليهآ لأنّ من يَقطن روحي يَسكن فيْهآ
أتخيّل نَفسي على المَعبر ،
تمر الثوآني سآعآت والسآعآت أيآم والأيآم سنيْن
وشَوقي يَبلغ ذروته ، والإنتظآر يتمرد عليْه

ها أنآ بغزّة ،
أقف على الرُكآم ،
هدوء يَعم المَكآن ، ونسيم أموآج بحرهآ يُنعش روحي .
يُخبرني أنّك قَريب وقريب جدآ ، بأنّك حي وبأنّك تُحبني
وبأنّ اللقآء لم يَعد مُجرد أمنية .

أنآظر الأطفآل وهو يَلعبون ، كبآر السن وتجآعيدهم تَحكي قصة الزمآن
تُجمّلهآ حكآية الصمود الّتي عآشهآ شيبهم في ظل الحَرب ،
أرى الأمهآت ، مآ يجذبني فيهنّ حقآ ثغورهن !
مآ زآلت بقايآ الزغآريْد عآلقى على أطرآفهآ ، وحزن الفَقد مُعتق بعيونهن !

أرى على النآفذة تلك الفتآة تَبتسم حتّى ظننت أنّ اليآسمين سَينبت على
شفتيهآ من فرط الفَرح ،
أسَمع كلمآت قَلبهآ وهي تَهمس لعشيقهآ الوآقف أسفل النآفذة ،
آآه من كلمآت الحُب : كأنهآ لحن فيروزي وقصآئد درويشية وغزآئل قبّآنية ،

و بَحر غزّة !
لطالمآ تمنيت أن تُدآعب قدمآي رمآله
أن احظى بأمسية شعرية وصوت ارتطآم أموآجه موسيقآي
أن يَكون اولى اللقآ من تحت سمآء صآفية تطوقهآ النُجوم ويعتليهآ تآج فضي يسمونه القَمر .

أسمَع خطى قآدمة ، كُلمآ اقتَربت أشعر وكأنهآ زلزآل ضَرب جُدرآن قَلبي ،
التَفتت !
ولم أدريْ هل حلّ الربيع فجأة ؟ أم أن الحيآة قد تلونّت بعيْنآي ؟
هل حَل على القنوآت الإخبآرية تَصريح عآجل ؟ أم أن الحَرب قد عآدت ؟

أظنّ أن الحَرب قد عآدت ولكنهآ قد حلّت بقلبي هذه المرة
هآ أنت وآقف أمآمي ، هو ليس حُلم وأنتَ لم تعد مُجرد امنية
وأنآ لم أعد أتخيّل ،
رجلي أمآمي ، شفتانآ انسحب وأعطت حُرية الكلآم لعينانآ
عيْنآك ورفعة حآجبيكْ ، رآئحة الوطن الّتي دآئمآ ما كنت أشتهي ان اشمهآ
ووقفة العزّ الَتي تمنيت أن أقابلهآ دومآ ، بَسمتك الإرجوآنية وحُبك الصآدح الّذي يقربني إليك حتى طَغى على صوت أموآج البَحر، وأصبحت أنتَ بحري وأموآجي
أنت النّآي وأنآ العآزف ، انت قصيدة الحُب وأنآ الشآعرة ، أنتَ حكآية الدهر وأنآ الرآوي ، أنتَ غزة وأنآ شآرب دم الوطنية من ثرآهآ

 

أنتَ أنآ , وأنآ أنت
ونحن الحُب
<3

عن سجى يوسف

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: