ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

حلمٌ في ألم الشهيد.

~
وضعتْ آلة التصوير خاصتها في حقيبتها السوداء ذات القفل الأحمر البهي،تأكدتْ أن الصور التي التقطتها قد وصلتْ إلى القناة الإخبارية التي تعمل بها ثم همَّتْ بصعود سيارتها لتصل إلى مقر العمل في الوقت المحدد.
أراد المدير منها صوراً مميزة هذه المرة ، وهددها بالفصل إن لَمْ تفعل ما يريد و “تبيض وجهه” على حد تعبيره.
~~~أرغمها ذلك على الانتقال إلى قلب الحدث…!~~~
ذهبت في مطلع رحلتها إلى غزة بهيئة سائحة،دخلتْ مستشفياتها،رأت من المرضى والجرحى والثكلى واليتامى ما أبْرَقَ حلمها وأغرى آلة التصوير خاصتها.
~~~أخرجتها بكل حماس وبدأت بطرقعة الصور…
رأتْ أماً ثَكِلَتْ وتَيَتَّمَ طفلها، تضع رأس طفلها المثكول على قدمها، وتضع زوجها أمامهازوجها وتنتحب على فراقهما تارة و تهدهد لطفلها الأصغر تارة أخرى..أخرجت آلة التصوير واحتفظت باللحظة فيها.
في الشام،دخلت المدينة الشهباء،ورأت أنقاضاً متراكمة شكَّلتْ زاوية مثلثية عليا يجلس أسفلها طفلين يلملمان بقايا الخبز اليابس الملقا هناك،ابتعدت مسافة تساعدها على أن يظهر المنظر بحذافيره في آلتها والتقطت الصورة.
في مصر،لفت انتباهها في أحد السجون جلوس معتقل مسلم يقرأ قرآنه بجانب معتقل مسيحي يتلو صلاته فالتقطت الصورة.
وأعجبها في المكان المذكور،انعكاس صورة ثائر على صفحة النيل فالتقطت الصورة مفعمة بشعور يسمى {التميز} !!
حين ظهر تقريرها على القناة الإخبارية أُعجِبَ المدير والمشاهدين به أيُّما إعجاب،وعمل المدير على مكافأتها بهدية بسيطة قدمها لها أمام زملائها في العمل !
لِمَ لآ؟!
ألآ تستحق ..؟!!
ألمْ تسافر لكي تحظى بمثل ما حظت به ؟؟
ألآ تستحق علاوة على راتبها !!
أتركُ لكم الجواب ..!!

عن رهف عكور

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: