ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عشقي الأبيض !

أعشقُهُ..

أعشقه يسلب مني حاضري ومستقبلي.. يرميني إلى ماضٍِِ كنتُ فيه طفلة ألهو بحضنه

يتخلل جسدي ويجتاحني.. كلما أسكتُّه بشيء من دفء عاندني ببرد أكثر

عشيقته أنا إذ يرمي بسخاء كمن يتصدق علينا بلا منية

هادئ متسامح مع خيوط أشعة كان قد تخاصم معها في عصفه السابق.. ليسمح لها بأن تذيبه حباً وطوعاً ..

بل ومنكسراً بين أطراف أصابعي ..متشكلاً بيديّ كيفما شئت ..

وأعشقه اخيراً … إذ يودعني وأنا اتركه لأعود للدفء.. وبيننا سُمك نافذة !!

 

وأكرهه..

أكرهه اذا تجبّر على طفل ليس يجد دونه مأوى.. يحطّم خيمة . . يكسر شجرة.. يشرّد طفلاً ويسرق قلب آخر..

أكرهه يعصف بعائلة.. ليشتتها ..

يغلق طريقا في وجه أب كل مراده رغيف خبز لأطفاله.. فلم يعد هو ولا الرغيف !!

اكرهه يذكرني بتقصيري.. بل اعشقه يذكرنا بتقصيرنا

يذكرنا بأطفال الخيام.. وأطفال الأرض… ونِعم لن نحصِها يوماً

يذكرنا بما لنا وما علينا !

 

أعشقه اذاً ..

أعشقه ثلجاً أبيضاً نادفاً على حوافّ النوافذ كلآلئ غير مصقولة..

وريحاً عاصفة تدمر أسراً فتوقظ ضمائر وتذكّر بقدر مكتوب..

برداً زمهريراً يرجع لألسنتنا رطوبة الذكر والحمد بعد أن جفت..

ونعمة … وابتلاء …

عن مايا عامر

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: