ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

معتزلة!!

تنظر لغالبية الأفراد تجدهم في حديث ليس له آخر، اثنان يتجاذبان أطراف الحديث في أمور لا تخرج عن طور السياسة والرياضة والجنس، بالنسبة للرجال، والسياسة ورداء الآخرين واحوالهم، بالنسبة للنساء، طيب..

لا مانع من الخوض في أي زاوية مما ذكرت، فاللسان خُلق للتحدث، ويضيف بني آدم مهام آخرى كالسب، والخوض في أي شئ، ولو حتى في العِرض، لكن ثمة شئ يبزغ في غالبية الأحاديث المبعثرة، وهي الاعتراض، في جِلسة، مفتوحة أو مغلقة، فيدعي الفرد معرفته بشئ، وحين تدخل في لُب الحوار تجده كالزيتون المخلي، لا خلفية، لا فكر، لا بديل أو حل لمشكلة ما، فيُصاب بالصمم ويبتلع لسانه بعد كلمة (أيه البديل؟!).

أجهل إن كانوا متواجدين أم لا، والقصد من العبارة السابقة هم جماعة المعتزلة، وعود هذا الاتجاه، أو الطائفة، هو العقل، بمعنى تطويعه في الأمور الدينية، حتى في العقيدة، ويظن معتنقوا هذه الطائفة في حينها أنها الحق، إلى أن دار الحديث معهم حول مصير الفاسق، مؤمن جاوز حدود الشرع، فجاء الرد بأن الفاسق يقع يوم القيامة بين منزلتين، لا جنة ولا نار له، وهو أمر ليس له وجود في الواقع، وكان ذلك الرد بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.

كون اختفاء ذلك المذهب في عصرنا الحديث من الناحية الدينية لا يعني اتخاذه كأسلوب في شتى المجالات، فأعطني حلاً دائمًا ما تُقابل بالصمت، وهو ما يساوي (بين المنزلتين)، فيتغير المظهر من غابة كثيرة الأشجار والأوراق إلى صحراء جرداء، فأضاع وقتًا في حديثه، وجهدًا في الرد عليه، كما أنني أضعت وقت من قرأ كلامي هذا 🙂

عن محمود عبدالوارث

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

تعويذة منمقة صقلوها فألصقوها

مهيئون نحن دوماً على وضعية التمني، نحاكي أحلاماً كثر ولكنّ أقل القليل منها يصيّر إلى …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عن سليمان الحلبي

يالها من صدفة أن يُولد في كنف التاجر الحلبيّ محمد أمين، فالظروف تخبره في العام …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: