ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عودة الخاطبة!!!

كانت سمة المتزوجين من جيل الآباء و الأجداد أن يتم الزواج من خلال وسيط، صالون يجمع ثلاثة أطراف، أهل شاب، و أهل فتاة في بدرها، و خاطبة، و يتم الزواج بعد هذا اللقاء الثلاثي، و بتطور و اختلاف ظروف العصر قلّت هذه الظاهرة، و ندر زواج الصالون، مع الاحتفاظ بوجوده إلى الآن، فمع بياض خصلة أو خصلتين من شعر فتاة فهي بمثابة شارة البدء لتدخل النجدة، و النجدة في الخاطبة!! دون رؤية لظروف الواقع السائر الماثل أمامنا، و بتعقد الأمور، و وصولها إلى سابع أرض، نلجأ إلى حل انتهى عمره الافتراضي، و انتهت صلاحية عمله، فالحل بمرور الزمن يوجد لدى الخاطبة، دون تغير هذا الحل بتحرك الوقت، و عليه لا تتعمق المشكلة لسابع أرض فحسب، بل تصل إلى لب الأرض ذاته، حيث لا ينفع حل و لا شبيهه. الفتاة تقدم بها السن، صحيح، لكن هل يكمن الحل داخل شمعة احترقت بأكملها؟ هل تحسسنا علامات الحاضر و اهتدينا بنجوم المستقبل؟ أيوجد الآن من يذهب لعمله بحمار؟ هكذا نحن، في حديثك في شتى الموضوعات تلقى أمامك وابل من رصاصات صدأت، و عطنت، و في ضرب لمثل هذه الذخائر أذى لحاملها، فنستمع لدعوات العودة لما هو قديم، أي التراث، و التمسك به، دون الوضع في الاعتبار لمتغيرات العصر، و ذلك ليس على التراث الثقافي فحسب، بل حتى سياسيًا، فقد ابتلانا الله عز و جل بالمقلدين، فنجد كبيرنا يعيش في دور زعيم، و يحارب في بلاد حارب فيها الزعيم، و أعدم كما أعدم الزعيم، حتى وصلنا لمرحلة فقدنا فيها سيناؤنا كما فقدها الزعيم. الأمثلة في هذا المجال عديدة، ذاخرة، ليس لها أول من آخر، لا مقدمات و لا مؤخرات، و لا حتى صدور و أفخاذ، لكن للحل وجود، و لفعله الخير علينا يجود، خذ ما ينفعك من قديم و اتكل، أما الموات فادفنه و لا تكل، و يقول الإمام الغزالي رحمه الله: “لا مطمع في الرجوع إلى التقليد بعد مفارقته”، و عليه نبعث الراقد من قبره في أبهى صوره.

عن محمود عبدالوارث

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

تعويذة منمقة صقلوها فألصقوها

مهيئون نحن دوماً على وضعية التمني، نحاكي أحلاماً كثر ولكنّ أقل القليل منها يصيّر إلى …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عن سليمان الحلبي

يالها من صدفة أن يُولد في كنف التاجر الحلبيّ محمد أمين، فالظروف تخبره في العام …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: