ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

انكسار الياسمين ..

كم تمَّنت في أحلامها أن تكونَ ياسمينة في دارهِ ..

تشق أرض فنائهم وتتدلى على أسوارهِ ..

في الليل تشدُّ مئزرها و ترشُّ العِطرَ في إبكارهِ ..

تُكلِّمُ العينينَ كلّما جال فيها خاطرٌ .. وتنادي صفاءَ حضورهِ ..

تشدو برحيقها حباً .. تداري الحُزن في أوتارهِ ..

إذا اقترب ازداد نقاءُ بياضها و إذا ابتعد ذَبُلتْ فالهجرُ من أوزارهِ ..

هي منذُ أمسِ الشوقِ عاهدتْهُ بأن تكون وفيَّةً .. تسابِقُ ياسمينَ الحيِّ في حبّهِ واستحضارهِ ..

ناجت جميع النَبْتِ و الطير في أوكارهِ : أنْ لاقو قريباً غيرَه فأوراقي في صدى إخبارهِ ..

لي انت يا مولايَ مذ كنتَ في المهدِ .. فلا تتركِ العهدَ الجميلَ و تشابِهِ الذئبَ في أعذارهِ ..

أفنيتُ عمري ناظراً قطفاً بيمناهُ اللتي .. كلًما قُطِفْتُ زِدّتُ حياءً من هيبةِ استشعارهِ ..

في ليلةٍ بدراءَ قدْ غازلْتَني و شممتَ من عطري و عَرفْتَ كم تاقَتْ إليك معالِمي ..

اخبرتني سراً يتيماً موجعاً و عَمِدْتَ في إخباري ..

أنْ ياسمينتي لا تأنَي و تحزني لِهجري المنزلَ و إن لم تعيشي جواري ..

خذني إليه أيا شوقي .. عتق ذبولي واعتصر أزهاري ..

يا ليت جذوري ما امتدَّ عطائها في أرضِكَ .. ولم يسْقِني الغيث ويقوي الغضَّ و يشابكِ الأوراقِ ..

يا ليتني لم أكن ياسمينةً في حيِّه في دارهِ..

يا ليتني كنت الزجاجةَ العطريَّةَ اللتي ما انفك يحمِلُها و تكونَ في قلبه وفي اسفارهِ ..

يرشّني الصُّبحَ لأجلِ حبيبةٍ .. أخرى و تغفو عِشياً على صدرهِ قطراتُ انتشارهِ ..

عن لُبنى قرقز

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

2 تعليقان

  1. نعم إنا نحب الياسمين ؛ ولكنا نحب الصنوبر أكثر !!
    ونحب “عتق” الياسمين ؛؛ ولكن “انكسار” الصنوبر منه “للقلب” أطهر و”على القلب” أهون :/

    كتاباتك ياسمينة في قعر دار ريشة ♥ فأنى لها أن تنكسر !

    واه صح بحبك ♥ :p

  2. شكرا لك صنوبرتي الغالية .. لا ننكسر الا لنرمم فتاتنا من جديد .. بعض الانكسارات تتراكم وتكون كومه نعتليها لنرى العالم بعين اجمل واعمق ..

    وانا بحبك :*

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: