ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

“إلى حبيب…”

أخُطُّ ما دامَ هذا القلْبُ فيهِ دَمُ \ وأكتبُ القوْلَ شِعْراً مُرسَلاً لهُمُ

لعَلَّهُمْ مَرَّةً يَدْرُونَ عَنْ كَلِفٍ \ أصَابَهُ الشّوْقُ حتّى اعْتادَهُ الألَمُ

لعَلَّهُم مَرَّةً سَمِعوا فبادَرَهُمْ \ أسًى شفيفٌ على مَنْ صوْتُه القَلَمُ

هذا أنا عِشْتُ أيّامي على أمَلٍ \ فما يُؤمِّلُ مَنْ يَدْنُو لهُ الهَرَمُ ؟!

حَتَّى رَأى كُلَّ ما فِي العَيْشِ مُحْتَقَراً \ ووَدَّ لو أنَّ ما في عَيْشِهِ عَدَمُ

الزُّهْدُ ظاهِرُهُ والجُرْحُ باطِنُهُ \ وكانَ أعْظَمَ ما في جُرْحِهِ النَّدَمُ

غَدَتْ تَجاذَبُهُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ \ بَلوىْ ويَكْفيهِ أنّ القلبَ يَضْطَرِمُ

ورُبَّ نَفْسٍ رَثَتْ للموتِ صاحِبَها \ ومستهامٍ بَدَتْ في مَوته نِعَمُ

فَنُحْتُ حَتّى شَكَتْ عَيْنايَ ما بِهِما \ وبُحْتُ لكنّ في أسْماعِهِمْ صَمَمُ

وبانَ للنّاسِ مِنْ حالي فأحْزَنَهُمْ \ بِقَدْرِ ما أفْرَحَتْ عُذّالِيَ النِّقَمُ

فَلَمْ أعُد أسمعُ العُذّالَ إذْ عَظُمَتْ \ بيَ الهُمومُ وقَلْبي شاجِنٌ كَلِمُ

لَهُمْ بِهذا نَصيبُ الحِقْدِ، فهو لَهُمْ \ فَلَمْ تَعُدْ تَرْتَقي أسْماعِيَ التُّهَمُ

لُومُوا عَلى قَدْرِ إخْلاصِي وحُرْقَتِكُمْ \ وكَذِّبوا كُلَّ هذا الحُبِّ وانْتَقِمُوا

ومَجِّدُوا الظُّلْمَ لا خَوْفٌ ولا خَجَلٌ \ فما يَضُرُّ الوَرى لو أنَّهُم ظَلَمُوا!!

***

يا أرْضَ عمّانَ هُبّي بالنَّسيمِ صَباً \ لعلّ مَنْ كانَ يَصْبو راقَهُ النَّسَمُ

وأنّهُ لمْ يَزَلْ في كُلِّ ناسِمَةٍ \ يَسْرِي بِهِ أمَلٌ يُحْييهِ أوْ نَغَمُ

فلْتُكْرِميهِ وأنْتِ الآنَ مَنْزِلُهُ \ وليسَ مِنْ مِثلك يَسْتَبْطِئ الكَرَمُ

***

إلى حَبيبٍ يُنيرُ الكَوْنَ مَطْلَعُهُ \ وتَسْكُنُ الكَوْنَ في إدْبارِه الظُّلَمُ

ليَتْرُكَ البَدْرَ في الظّلْماءِ مُنْتَظِراً \ يُراقِبُ الصُّبْحَ لمْ يَظفَرْ بهِ السَّأَمُ

عاهَدْتَنَا مَرَّةً لمّا ابْتَسَمْتَ لَنا \ وأيُّ عَهْدٍ أَتانا حينَ تَبْتَسِمُ!!

عَهَدُ المُحِبّينَ عَهْدُ الوَصْلِ أحْسَبُهُ \ فمالِ عَهْدِكَ لا تُرْعى لَهُ ذِمَمُ ؟!

***

إلى حَبيبٍ طَوى عَنّا مَحَبَّتَهُ \ طَوَيْتَ قَلْبِيَ عَنّي أيُّها الحَكَمُ

ولَمْ تُراعِ الهَوَى والشَّوْقَ فِي وَلِهٍ \ قَدْ ظَلَّ دَهْراً بِحَبْلِ الحُبِّ يَعْتَصِمُ

تَرى المُحِبّينَ قَدْ أعْلوا لِواءهُمُ \ وعندنا باتَ لَمْ يُرْفَعْ لَهُ عَلَمُ

***

إلى حَبيبٍ رَمى للهَمِّ مَنْزِلَنا \ فَأوْحَشَ الهَمُّ فابْيَضَّتْ لهُ اللِمَمُ

أقْسَمْتُ ألّا يَعِيشَ الهَمُّ فيَّ فَهَلْ \ أقْسَمْتَ أنْ لا يَبَرَّ اليَوْمَ لِي قَسَمُ؟!

فها ترانِي وَشيكَ المَوْتِ أرْقُبُهُ \ جِسْمِي لِلَحْدي الّذي أعْدَدْتَهُ سَلَمُ

فإنْ رَأفْتَ بنَفْسِي يَوْمَ مَصْرَعِها \ وَلَيْسَ للنَّفْسِ مِنْ آجالِها عِصَمُ

ناشَدْتُكَ اللهَ أنْ تَأتِي عَلى قَبْرِيْ \ لتَأنَسَ القَبْرَ مِنْ إيْنَاسِكَ الرِّمَمُ

عن Husam Odaibat

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كِنْدا

تَخافُ صَغيرتي( كِنْدا ) سَماري // و إنْ ناديتُ هَمَّتْ بالفِرارِ أَقولُ مُداعِبًا هّيَّا تَعالي …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

لقاءٌ بين السطور

في عيدِ ميلادِ المسيحْ قلبي تعطَّرَ بالحياةِ وصار غُصنًا داعبتهُ اليومَ ريحْ هل تذكرينَ الأمسَ …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: