ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

قصة لا تعنيك ،،

الجزء الأول : في بيتنا قاتل !

“أنا اسمي شام ،، وقصتني تماما لا تعنيك ! الا أن الفضول الذي يعشش -يا عزيزي- في نفسك الهشة سيدفعك الى قراءة هذه القصة ،، وأنا سأكتب !
ولدت في أحد السنوات التي مرت على بيتنا عجافا ،، لم يكن لأمي الا يافا ،، اختي الكبيرة ،، كانت النقود لا تكفي الا لقليل من الطعام ، وعلى الرغم من ذلك الا أن أبي كان يحب أمي بطريقة كبيرة ،، أو هكذا روت لي يافا !
اذا كنت قد وصلت الى هنا فأنا سعيدة لذلك ،، لقد جذبت انتباهك ،، أليس هذا هو الهدف من الكتابة ؟ الا أنني لا أكتب لتحبني ،، ففي نهاية هذه القصة سأكون عدوك الأول ،، ستكرهني كثيرا ،، ولربما ستتمنى أنك لم تبدأ أبدا ،، الا انني سأكون سعيدة بذلك ،، فالكره هو ما يخلد الآخرين !
مات والدي على اثر حادث وقع في المصنع الذي يعمل لأجله ،، وبسبب عدم توافر العمل وضيق العيش كان والدي قد وافق على العمل دون الخضوع للضمان الصحي أو الاجتماعي ،، فبقينا في ذلك العام معلقين تماما ،، دون عائل ،، يدا أمي ترفع الى السماء وتدعو ،، ويدا يافا تمسح دموعي ،، فقد كنت قد بلغت العام في تلك السنة ،، وكان حليب والدتي قد جف ،، والوقود في المنزل قد انتهى وكانت الثلوج البيضاء على الأخرين ،، الحمراء بلون الدم على منزلنا تهطل بكثافة ،،
براءتي في هذه القصة تنتهي هنا ،، كنت أنا الوحيدة التي لا أعمل شيء سوى التذمر على مدار السنين ،، كانت يافا قد تركت المدرسة وبدأت بمساعة أمي في أعمال التخييط والتطريز ،، أما أنا فكنت أفضل المدرسة رغم أن مستواي لم يكن فائقا أبدا ،، ولأكون أكثر تحديدا لم يكن لدي أي مستوى من الأساس ،،
في الأسطر التالية تبدأ القصة ،، كل ما ذكر هو مجرد هراء انساني ،، هدفه كسب التعاطف من الأخرين ،، والذي غالبا ما يفلح فيعطيك أحدهم بضعة قروش ودمعة مهترئة باردة ومسحة على شعرك العفن !
ذلك اليوم هو تماما الذي غير حياتي ،، كان ذلك عيد ميلادي ،، لا أعرف تماما أي واحد كان ،، الا أنني قد كنت في الصف السادس ،، وكانت أمي كعادتها تجدل شعري ببطء ،،
كل شيء حدث بحركة بطيئة ،، كان عقلي لا يستوعب أي شيء مما يحدث ،، دماء ،، سقوط أمي المدوي ،، صرخة يافا ،، رنين سكين يقع على الأرض ،، أصوات الشرطة في كل مكان ،، بكائي يجعل الرؤية غير واضحة ،، يداي تؤشر نحو يافا ،،
لا أذكر تماما ما الذي قلته ،، ولا أذكر حتى السبب الذي وقعت هذه الجريمة لأجله ،، الا أنني أذكر أنني من كنت أحمل تلك السكين ،، أنا قاتلة !
لم يبق معي من تلك الليلة الا قصاصة ورق من جريدة بعنوان ” يافا تتلطخ بالدم ،، شابة تقتل والدتها” !
يتبع”

عن فارس عيسى

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

دقّات ساعة

هُناك وَجدّتُ قطعةً باتت تُوضح معالم الصورة التي أُركّبها مع الزمن.. هدوءٌ ودقّات ساعة! كَليْلةٍ …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

إلى أين المُنتهى

*هدوء الليل و الضوء المخروطي الهابط من الأعمدة كالمسرح يُضيء رؤوس الأطفال الحالمين ،و تهادي …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: