ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

هاتِفٌ نقَّال ..

في هبَّة الذِّكرى أزعَجَني رَنينُ الهاتِفِ النَّقال بين الذِّكريات الحانِقة.. عند ازدحام الذاكره ..
لا رغبةٌ لي بالإجابةِ ..
لا رغبةٌ لهُ في الإنتظار ..
هو يعبر الأزمانَ رجعَةً و ذهاباً في جموحٌ غامِضٍ ..
لا رغبةٌ لي بالإجابةِ مَرَّةً أُخرى , فحُضورُهُ النّرجسيُّ في حُلمي في الليلةِ الماضيةِ لم أستَصِغهُ , و لم يزِد من حَنَقي الا حنقاً على رُبوع الخارطه ..
من أنت حتى تجلِس مُجاوراً لي باستِثارةٍ مقصودةٍ تُشعِل الأحشاء غضباً , فالإهمالُ المُصطَنَعُ أيضاً يُلهِبُ القلب المشتاق بصورةٍ ما استشعرتُها قبلاً لأُصبِحَ باصِره .. ؟!
من أنتَ حتى ترسم الأشعارَ بين جوارِحي و تُبعثِر الكلمات عبثاً فوق أرصِفة الوريد , فتسري رعشةٌ قهريَّةٌ تكفي لكي أهذي على عتباتِ حُلمي و أرفض الإستيقاظ بعد هلوَسةٍ راوَغتُها استبقاءً حتى الفجر ..
عاد الرّنين يباغِت الرُّوح المُقرّحة من شدَّة التفكير و الهذيان ..
” لا لن أُجيب ” .. خاطبتُ نفسي ..
لكن شيئاً كاللهيبُ المُنصهر ثارَ ليكوي زوايا العقل قُرب الهاتف النّقال عينِه كي ألين و أُنهِي الإلحاح ذاك بكلمةٍ حائره ..
صار الرّنينُ الآن أكثر حِدّةً لكن ذاكرتي التي ثارت عواصِفُها بما حملت من ذكرياتٍ كُلّما هَمَمتُ بدَفنِها أو حرقها عادت يُنمِّقها بريقٌ لم يزِدها الا وضوحاً في ظُلمة الأعماق , وقَفَت بوجهي تحمل ما كان .. و ترسم ما سيكون بثرثرةٍ جارحه ..
أخذتُ من رمالِ الماضي حفنَةً كانت كفيلة لتخدير جوارِحي و عزل رنينٍ لم يعُد مسموعاً ..

فاكتفي يا هاتفاً نَقَّالاً .. ما من مُجيب ..

عن إسراء العامر

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

عراك الظلام

ها انا جالسة ويصبني الملل، واضعة بجواري مصباح لا يفارقني ويحيطنا ظلام دامس. لم نخاف …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

سأسكت

ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة …

2 تعليقان

  1. آآهٍ وماذا يفعل الاهمال المصطنع !
    جمييلة جداً .. أعجبتني 🙂

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: