ينظرون إليك بنصف عين.. يتهامسون خلف الجدران.. يتمتمون بألفاظٍ مُبرحة.. لا ترتاح ضمائرهم إلا بأذيّتك.. يُنعم الله عليهم بالكثير.. لكن -و سبحان الله- لا يحلو لهم كنزٌ بقدر ما تحلو خُردواتك البسيطة بأعينهم.. أعينهم مشاعل حسدٍ وحقد.. قلوبهم ظلمات بحرٍ أسود.. وعقولهم لا تُدرك معنىٍ للحبِّ أو للحياة.. سعادتك ضدّ إدراكهم.. ووحدانيّتك منتهى أحلامهم.. هؤلاء هم.. من لن تغمض لهم عين أو يطيب لهم خاطر إلا بنهايتك.. وهذا الصّنف موجود بحياة الكثيرين منّا .. فلنتعوّذ …

تمرّ أيامٌ طوال.. وتمضي الحياة.. نخسر أحباباً.. ويخدعنا أُناسٌ كانوا في حساباتنا من “قائمة الأصدقاء” .. يتغيّر البعض.. وأحياناً نتغيّر نحن.. نشعر بأنّنا غرباء، في زمانٍ غريب.. تتلاشى الرّؤية أمامنا.. وتصبح الدّنيا ضباباً في ضباب.. وتمضي أيامنا.. ونحن بها متربّصون.. منتظرين.. ولا نعلم ما المُنتظر.. لكنّنا ننتظر، وسنبقى في لائحة الانتظار!

في طريق تكدست على ضفتيه … أحلام الطفولة….. خبايا القدر….. دروس الحياة….. أنسام الصباح…و أسرار المساء ……. كبرت لهفة للمزيد….و كأن القلب اذا ارتوى ظمأه, زاد ظمأً …… فطريق الأمس تمحوه خطوات الظلام حين تطارد الحكاية ، لترسم نقطة النهاية ……و طريق المستقبل وهمية …. ليست سوى لهفة الدقائق لموتها السريع في عيون حالمة ….ترمق سرابها و كأنه حقيقة ……. فالحياة تكمن بين موتين ……و ظلال الضفتين خريطة الطريق .تتبعنا أقدام الظلام خلسةً …. فتسبقنا …

تَتَلاشى بحار الدفء بين أشلاء ورقة صفراء… أضناها الحنين الى عناق الكون…. و أضناها الكون لشوقه الى دموعه …..تخال  أن الثواني الّتي تدنو بها الى حلمها … سنوات  من الانتصار…… أحلامنا  معلقة في السماء و حلمها يعانق الارض ….. و كأن الحياة لا تكتمل الا بالتناقض……فقد سرقت رياح الشتاء خضرتها … و خبأتها في قلب الربيع ….. لتصادق البداية النهاية … و يعيشا حلماً لا يكتمل….. فلكل دقيقة بداية .. نهايتها بداية لأخرى ….. كم …