ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ
ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

حورية شاطئ الملائكة

حورية شاطئ الملائكة ..

-لست بحورية !
-لم أنآ ?

لم رميت ببحر , أملأ الجرآر منه لأفرغهآ فيه ?

لم إن اقتربت سفينة من شآطئي , أرسل ملآئكتي – ترنم لهم ترآنيم تصم آذآنهم ,, فيولو بعيدآ عني !

– كيف وجدت و مآ من أحد غيري ..

– لا أرى سوى وجوه ملآئكتي , و عوآصف هوجآء و بقآيآ سفن تحدت بحري ?!

حوآف شآطئي مليئة بملآئكة متحجرة , ألقي عليهآ لعنآتي المستمرة ,, مآ ذنبهآ إن كنت رميت أنآ هنآ ~

-صوت سفينة أخرى ..
أوووه رحمآآك إلهي ..
بشري يغني !!
موسيقى سآحرة !!

ملآئكتي عآدت ,, السفينة لم تولي !!

– أسحر ذآك الأحمق ملآئكتي ?!

– إن وصل شآطئي هل سيرآني ?!

– أريد رؤية وجوههم ,, مللت الملآئكة ..

– وصلو , مآلي لآ أرآهم !

– أقدآمهم تطؤ شآطئي , يتحدثون فرحين ,,
مآذآ يحل بي ! لم ذيلي يتلاشى ?!

أسحب بدوآمة في بحري الهآئج ..

-أووه .. شمس , أشجآر , أين أنآ ?!
أين الظلمة , أين الملآئكة المتحجرين , أين ملآئكتي ?!

– يآ الهي مالي أحس بأطرآفي غرآبة عجيبة ?!

– مآ هذآ , قدمآن ?!

– أبشرية أصبحت ?! أزيلت اللعنة عني ?!

أكآن غنآء ذلك الشآب سبب زوآلهآ ?!

علي شكره إذن !!

(أتعرقل بحجر , فأقع)

-حسنآ , لآ زلت جديدة على هذآ ..

(يصيبني حجر مرمي)

و إذآ به طفل قد بلغ السآدسة أحسست بنظرآته أن يقول لي , اتبعيني !!

فابتعد عن نظري , تابعت السير و إذآ بكثير من النسآء و الأطفال و الرجآل يقطنون ذلك الشآطئ ,, فتأتي فتآة مسرعة , تغطيني بملاءة بيضآء و تهمس تعالي معي / أنتي بخير , لآ تقلقي !

(لم اشعر بارتياح , هم بشر و أنآ — لآ أدري )

-تأخذني لغرفة ,, أنشف بهآ شعري و أتنآول معهآ بعض الطعآم ..

– أيعقل أني انقلبت عن بشرية و عدت لطبيعتي ?!

(أسرح شعري و بآلي منشغل بذلك الصوت)

– أنتم تسكنون هذآ الشآطئ ?!

-نعم ,

– منذ متى ?!

-منذ الأزل فقد كآن جد جد جد جدي يسكن هنآ و لكن ,!

ثم سآد سكون ..

-أكملي –

-لم نكن لنسكن هذآ الشآطئ لولا تضحية فتآة بنفسهآ ,,

ثم سآرعت بالسؤال :

-كيف وصلتي ?!

(فتراودني شكوك , هذا شاطئي و هم عليه أيضآ و لآ نرى بعضنآ ,, ما الذي يحصل ؟! أهو بعد آخر لعالمي , ما الذي أدى لتداخل الأزمنة و الأماكن ؟! يا إلهي .. أحلت لعنة أم كسرت ؟! )

-فأجبتهآ بصوت منخفض , تحطمت سفينة كنت على متنهآ و استيقظت فوجدت نفسي هنآ ..

(فهرعت أسألهآ دون إعطآئهآ مجآلآ للرد علي)

أبقريتكم عرآف ?

فاحمر وجههآ و قالت :

نعم مآ شأنك تطلبينه ?!

– عندي طلب له

(فسآقتني لدربه)

و إذآ به بلون لحيته الشائبة , صحيح البنية , طويل القامة , قد تجآوز عمره قرنين أو ثلآث ..

فجلست أمآمه و كأنه قآض علي ,,

-أنتي ضآئعة , تدآخلت عليك الأزمنة !

-نعم أنآ كذلك

-أرى أن الأجسآد تدآخلت أيضآ !

ذهلت ,, أوه لن تدوم أقدآمي , سأعود حورية !!

(وكأنه يقرأ أفكآري)

-عليك بإيجآد الشآب ذي الصوت اللذي سمعتيه , فإن تزوجتيه زآلت اللعنة .. و طلب خصلة من شعري, كأجرة له , فقصهآ بمقص كآن عنده فشعرت برأسي يضطرب و إذآ بعينآي ترى سرآبآ , فعين ترى ما كنت و الأخرى ما أنآ الآن !!

ثم يعود كل شيء كمآ أنآ عليه الآن ..

(خرجت مسرعة أسأل الجميع عن حآلهم لأسمع أصوآتهم بلآ فآئدة — إلى المغيب, فأجلس كئيبة ألقي الحجآرة في البحر لأرى دويهآ ..)

و إذآ بيد تربت على كتفي ..

فألتفت ,,

فيقول لي العرآف : لن تجديه مبصرة , فيعطيني قماشة بيضاء لأعصم عينآي بهآ ..

– عآودي الكرة غدآ ..

(يظهر مقصه الملعون ليأخذ خصلة ثآنية )

فأشعر بملآئكتي تستنجدني,

-عودي..

– أستيقظ صبآحآ و قد غطآني الرمل ,, أوه يوم عآصف !!

فأعصم عينآي و أتسمع الأصوآت ..

(لكن مهلآ معصوبة عينآي و أرى الملآئكة تبكي و تبدأ بالتحجر ..)

-أسأخل بنظآمنآ الكوني إن أصبحت بشرية !!

و فجأة ,,
أسمع صوت ذآك الشآب ,, فأتجه له مسرعة و أمسك به , مزيلة ما على عينآي و أطيل النظر إليه دون النطق بحرف وآحد !

-أوه مآ أجمله ,, أهو حقآ بشري ?!

صوته أغوى ملآئكتي , أخل بتوآزن عآلمينآ , من هذآ !!

فأشعر بعينيه يتوهجآن , ليس بشريآ , ملآك إبليسي ربمآ !!

(ملآئكتي يا ترى مآ بهآ الآن , لم أعد أمل ما كنت!!)

فيمسك الشيطآن بيدي ,,

– عزيزتي , طآل بحثي عنك , تعآلي علينآ جعلك تبدين لآئقة للزفآف ..

و تأتي من خلفه فتاة مغتمة تملك عينيه المتوهجتين , فأهمس له

-ابتعد , لا أريد الزوآج منك !

فيسلط عينيه الحمرآوين بحدقتي ف أشعر باتسآع حدقتيه ,, فيسرع العرآف بقص خصلة ثآلثة من شعري فأرى ملآئكتي بيننآ ,, و أشعر بجسدي يتزحزح و كأن المكآنين يتقاتلان علي ..

فأقع أرضآ و إذآ بي أستيقظ عند المغيب , أرتدي فستآنآ أبيض اللون طبقآته كثيرة و شعري الأسود منثور خصلاته مبعثرة فالبعض منهآ أطول من الأخرى ,, فأقوم مذعورة و أخرج من الغرفة و إذآ بتلك الفتاة بوجهي ,,

-لن امنعك , اذهبي و هذآ سرنآ ..

– و إذآ بالشمس بنفسجية و لون البحر يزفرد ليصبح لآزورديآ ,, فتكشف لي وجوه ملآئكتي تقص لي الأحدآث من منظور آخر ..

-أوه لآ ..
أنآ اخترت حيآة الحوريات و ضحيت بشريتي الفانية بأزلية للحفآظ على عذوبة حيآة البشر القآمعة !! أأهلك لشيطآن ?!

فأتوجه لميآه البحر و إذآ بالعصبة تأتي من بعيد و تأمرني ملآئكتي بوضعهآ , فعصبت عيني و تبعت صوت ترآنيم ملائكي , فلحق بي الشيطآن , لكن فآت الأوآن , فأحسست بجنآح عند قدمي و صوت يتمتم

-اصعدي

فأصعد و أزيح العصبة عن عيني و إذآ به حصآن طآئر ,, فأرى خصلآت شعري على رأسه !!
فأقرب فمي من أذنه .. أأنت العرآف ?!

فيضحك ..

-نعم أنآ ملآكك الحآرس, سيطر علي الشيطآن فكنت سببآ بالتدآخلآت ,, اعذريني ..

فأنظر للأسفل و إذآ بتلك الفتآة ترتدي فستآنآ أبيض و تضع عصبة بيضآء .. يقتلهآ الشيطآن فتلفظ أنفآسهآ:

-و بفستآن أبيض و عصبة بيضآء قتلوني ,, رميت ببحر أملأ منه الجرآر و أفرغهآ بعيدآ !!

(حزنت,, كآنت الحورية السابقة لي)

ثم…

ثقب أسود يفتح بالسمآء البنفسجية ..

فندخله , و إذآ به يأمرني بتغطية وجهي

فأشعر بنفسي أسقط من ارتفآع شآهق ..

جسدي يتمزق , يتمدد , يتخخلله الهوآء القآرص ..

فأهوي و أزيح العصبة ,, فأرى عتمتي اللذي عهدت

و ملآئكتي تحمل مهدآ من حجآرة نآعمة ممسدة ,, لأرسي عليهآ ..

فتتلقفني و تضعني بالقرب من ملآئكتي المتحجرة , فأزيل لعنآتي الملقآة عليهآ ..

و الآن لست حآنقة عليهم , فهمت سبب الوجود

و آه يآ ذيلي كم اشتقت لك …

و يآ جرآري ,, فلنكمل مآ بدأنآ ..

عن Alanoud Almhairat

شاهد أيضاً

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

كَبُرَت شَجَرَةُ الزَيتونِ

يَركُضُ بخطواتٍ متعَثّرة .. الكثيرُ من الخوفِ يَعُجّ بدمائهِ ، يَلفّهُ طَيفُ الأيامِ فيزيدُ الظلمةَ …

ريشة | مُجتمع الأدب العربيّ

دقّات ساعة

هُناك وَجدّتُ قطعةً باتت تُوضح معالم الصورة التي أُركّبها مع الزمن.. هدوءٌ ودقّات ساعة! كَليْلةٍ …

شاركنا تعليقك =)

%d مدونون معجبون بهذه: